يبدو أن الفيروس المنتشر حديثًا لم يُصب ما يزيد عن مليون شخص حول العالم وحسب، بل خلق أيضا نوعًا من التدافع والصراع بين قوى عظمى على أقنعة الوجه “الكمامات”.
يزداد التدافع الأوروبي على وجه الخصوص لشراء القفازات والكمامات مع ارتفاع عدد المصابين فيروس كورونا الجديد “كوفيد 19”.
وتطلق فرنسا على هذا التدافع الشرائي “حرب الأقنعة”. ومؤخرًا اتهمت ألمانيا الولايات المتحدة الأمريكية بالقرصنة على شحنات كمامات.
قال أندرياس جيزيل، أحد المسؤولين في ولاية برلين، إن الولايات المتحدة قد ارتكبت “قرصنة”، عندما أخذت شحنة مكونة من 200 ألف كمامة كانت مخصصة لشرطة برلين، وتم تحويلها إلى الولايات المتحدة أثناء مرورها في بانكوك.
وبحسب تقارير إعلامية ألمانية فإن شركة 3m الأمريكية لم تصدر شحنة الأقنعة المطلوبة إلى برلين، إلا أن الشركة نفت أن تكون ألمانيا طلبت أي كمامة للوجه.
وفي تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس الماضي، أكد أن محاولات شركة 3M لتصدير الكمامات ليست شيئًا مقبولًا وستدفع ثمنه.
وبالعودة إلى القانون الأمريكي لسنة 1950؛ فإن الحكومة تتمتع بسلطات واسعة لمواجهة حالات الطوارئ عن طريق توجيه الإنتاج الصناعي، لإنقاذ البلاد، وهو ما جعل الموقف متأزمًا بالنسبة للمستوردين الأجانب.
وردت الشركة المصدرة للكمامات 3M يوم الجمعة قائلة: “إن وقف جميع صادرات أجهزة التنفس المنتجة في الولايات المتحدة، من المحتمل أن يتسبب في رد الدول الأخرى بنفس الطريقة”.
ونفى مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الإدارة تمنع شركة 3M من إرسال شحنات أجهزة التنفس إلى أمريكا اللاتينية وكندا.
وفي الوقت الذي تتضاءل به مخزونات الدول فيما سماه مسؤول فرنسي “البحث عن الكنز العالمي”، تتردد الحكومات في تصدير المعدات الوقائية والطبية.
وتؤكد العديد من الحكومات أن الأسعار المعروضة والمطلوبة لمعدات الحماية الشخصية باهظة.
وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونتاليث لايا، يوم الجمعة، إن تركيا رفضت خروج شحنة أجهزة تنفس صناعي من البلاد لصالح مرضاها”، مؤكدة أن بلادها ستحاول توفير المعدات اللازمة في غضون أسابيع قليلة.
وفي فرنسا تحدث المسؤولين عن صعوبة تأمين عمليات التسليم لأجهزة التنفس والمعدات اللازمة.
تحدث رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب يوم الخميس عن “صعوبات الوصول في بعض الأحيان إلى المعدات الطبية اللازمة”.
واتهم جان روتنر رئيس منطقة غراند إيست الفرنسية الأكثر تأثرا بوباء كورونا، الولايات المتحدة الأمريكية بالاستيلاء على شحنة ماسكات طبية من الصين، قائلا، إن شحنات أقنعة طبية كان يفترض أن تتوجه إلى فرنسا بعد أن تم شراؤها من الصين، اشتراها أمريكيون على مدارج المطارات الصينية قبل إقلاع الطائرات لتسليمها.
وأكد روتنر لإذاعة “إر تي إل” أن “الأمريكيين يدفعون نقدا ثلاث أو أربع مرات ثمن الأقنعة الواقية التي طلبناها، ومن ثم علينا أن نحارب بقوة”، موضحا أن الطائرات تتوجه لاحقا إلى الولايات المتحدة وليس فرنسا.
وتواصلت شبكة سي إن إن مع وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية الأمريكية، لمحاولة الوقوف على صحة الاتهامات لكنها لم تتلق أي رد حتى الآن.
مصراوي