حتى ولو قررتم خوفاً أو طمعاً أو حسداً ، إعفاء الرجل من قيادة قناة النيل الأزرق التي صنعها بمهارات وقدرات إدارية وإبداعية لا تمتلكون واحداً بالمائة منها ، القناة التي بناها حسن طوبة طوبة هل حسن فضل المولى يستحق أن يتم ذبح سمعته هكذا بالإعلان عن إعفائه من منبر لمحاربة الفساد وتفكيك التمكين ..!
أن يقف مثل محمد الفكي سليمان الذي كان حتى لحظة تعيينه في عضوية السيادي اسماً ( نكرة ) ، ليعلن عن قرار إعفاء الأستاذ حسن فضل المولى تحت بند إزالة التمكين ومحاربة الفساد ..!
من هو حسن فضل المولى ، وماذا قدم للشعب السوداني ومن هو محمد الفكي وماذا قدم للشعب السوداني ..
حسن فضل المولى بعد كل الذي قدمه من إسهامات عظيمة في ترقية الفن السوداني وتوثيق تأريخه وتأريخ الأدب والثقافة السودانية وإمتاع الناس بكل الجمال وخدمة قضايا السودان الثقافية والفنية والإجتماعية وإخراج لآلئ الموروث السوداني للأجيال الجديدة وللعالم ..من خلال قيادته لأنجح قناة منوعات في تاريخ السودان .. قناة النيل الأزرق .. التي كان الظهور في شاشتها حلمًا يراود كل صاحب موهبة ابداعية في السودان واعتماداً رسمياً لهذه الموهبة للإنطلاق بعد المرور بهذه الشاشة الزرقاء التي ظلت تمثل واحة يومية لمعظم أبناء السودان يستريحون ويستظلون تحت ظلالها من وعثاء المعاناة والضغوط الاقتصادية والمعيشية وكآبة المشهد السياسي ..
أعضاء لجنة التمكين الذين أعلنوا القرار المعيب هذا صديقنا عضو حزب البعث العربي الإشتراكي الأستاذ وجدي صالح والشاب عضو مجلس السيادة محمد الفكي الذي لم يكن أحد يعرفه قبل أن يهبط بالبروشوت السياسي والحزبي ليتولى هذا المنصب .
فعلى الأقل وجدي صالح نشهد له بأنه كان أحد كوادر تجمع المحامين الذي كان يملأ ساحة الرأي العام ضجيجاً في فترة انتخابات نقابة المحامين أيام المرحوم الأستاذ غازي سليمان ..
لكن من هو محمد الفكي وما دوره السياسي وأين كان موقعه في خارطة العمل المعارض قبل ثورة ديسمبر .. في الحقيقة لا نعرف له مؤهلات تضعه في منصبه الحالي في مجلس السيادة غير مؤهل ( الوزنة السياسية والمحاصصة الداخلية ) بين أحزاب قحت في إطار عملية التمكين الجديدة ..
ومن سخريات الزمان أن يخرج مثل هذا الكائن الجديد ليعلن أو يشارك بابتسامة موتورة في الإعلان عن إعفاء شخص بقامة الأستاذ الجنرال حسن فضل المولى من خلف منصة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال ..
يا أخي أين الحكمة وأين الوطنية والأخلاق السودانية التي تعلمنا معرفة قدر الرجال واحترامه .. حين تكون هناك رغبة في استبدال شخص ناجح وله رصيده الوطني المحترم مثل مدير قناة النيل الأزرق فمن الأوجه والأكرم أن يتم ذلك في المقام الذي يناسب قدره ، فحسن ليس شخصاً أتى به الكيزان من ( مافي ) ليعينوه على رأس قناة النيل الأزرق بهدف التمكين بل الرجل هو إعلامي بخبرة تقارب أن تتساوى بعمر الفكي هذا .. وإداري من أبناء حوش التلفزيون القومي وصاحب إنجازات واختراقات كبيرة في مجال العمل الإعلامي تولى منصب نائب مدير التلفزيون القومي ومدير عام البرامج فهل يليق أن يتم اعلان اسمه ضمن قوائم لمؤسسات فاسدة وشخصيات مشبوهة ..
لا أفهم مبرراً في حالة حسن فضل المولى تحديداً حتى للتشفي والانتقام فالرجل غض النظر عن انتمائه وتوجهاته الفكرية الشخصية فإن الرجل شخصية توافقية معتدلة هادئة منفتحة على الجميع ..
للغرباء الهابطين بالبرشوت نقول إن إعفاء حسن فضل المولى لم يكن يومًا مطلباً للشارع الثوري كما أن إعفاءه بهذه الطريقة لا يرضي ثائراً سودانياً وطنياً منصفاً لديه أدنى درجة من الوعي .
جمال علي حسن