• أدرك المحيطون برئيس الوزراء عبد الله حمدوك أن محاولة الاغتيال الفاشلة لم تحقق في مداها البعيد والقريب ما كان منتظراً منها لتوفير زخم وقوة دفع إضافية لشعبية الرجل التي تآكلت وتراجعت بصورة مخيفة دفعت أبرز مؤيديه في مختلف قطاعات المكون الجماهيري الذي وقف خلف التغيير الذي أطاح الإنقاذ الي انتقاده بسخرية لاذعة لم يكن يتوقعها أكثر المعارضين شراسة لحكومة قحت ..
• ولأن حمدوك ليس وحده فقد فكرت القوي المحيطة به داخلياً وخارجياً في مسار جديد لتسليط الضوء علي الرجل الذي كان منتظراً منه قيادة قطار الثورة المصنوعة الي الغاية التي أرادها من خططوا لكل مراحل الإطاحة بالبشير وحزبه .. بيد أن الدكتور حمدوك خذل القاعدة والقيادة وقدم مردوداً متواضعاً أظهر ضعفه البيّن في موقع رئيس الحكومة مع تواضع مقدراته المكتسبة في مجال القيادة وفقدانه حاسة الذكاء العاطفي في تعاطيه مع واقع سوداني يتحرك بكيمياء اجتماعية خاصة لا تتوفر له ولا لوزرائه وكبار المسؤولين في حكومته والذين لا يعرفهم كثيرٌ من أهل السياسة والمجتمع في بلادنا !!
• تفتقت ( عبقرية) المحيطين بحمدوك عن مشروع القومة ليك ياسودان .. وهو مشروع علاقات عامة بامتياز وإن تزيا بالزي القومي السوداني .. جلابية .. وتوب !!
• نداء حمدوك الجديد مشروع علاقات عامة افتقر لدقة التخطيط وذكاء الإخراج والمعرفة بحشد المكونات السياسية والتنفيذية وقبلها وضع خطة إعلامية محكمة تبدأ من أجهزة الدولة الرسمية التي يقودها اليوم الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الاعلام والذي ضاق صدره بحرية النقد الذي يقوم به أصحاب له وزملاء أمثال الأستاذ ضياء الدين بلال والذي تلقي تهديداً مبطناً من الوزير فيصل في مقال سارت به الأسافير خلال الساعات الماضية !!
• نداء التبرعات الذي أطلقه حمدوك جاء في توقيت غير مناسب .. فصفوف الخبز تتزايد .. وقوافل سيارات وناقلات البضائع والناس بلغت أبواب منازل المواطنين في كل الأحياء الراقية والشعبية ..دعا حمدوك المواطنين للتبرع بينما مدت ( رغيفة العيش) لسانها هازئة بضعف خبرة وزير الصناعة والذي تسبب بعناده الثوري وقلة معرفته بخبايا ودهاليز سوق الدقيق في مضاعفة أسعار الخبز .. وقبل كل هذا وذاك تواجه البشرية كلها أقسي امتحان في تاريخها إذ قلب فيروس كرونا كل معادلات الدنيا ووضع الكرة الأرضية بمواجهة مخلوق لا تعرف كيف تواجهه وقد تعطلت عندها ترسانات الأسلحة وحاربها دليل العلاج .. والوقاية ..
• في توقيتٍ كهذا لزم فيه الناس بيوتهم .. تركوا أعمالهم ومصادر دخلهم .. في توقيتٍ تراجعت فيه إيرادات حكومة حمدوك الي ما دون 22% وتوقفت كل منافذ الدخل الحكومي .. في توقيتٍ تمضي أحوال السودانيين بلا موازنة ولايعرف حتي رئيس الحكومة نفسه مقدار ما تنفقه حكومته علي مجالات الحياة كافة ..في توقيتٍ كهذا جاءت حملة العلاقات العامة الجديدة للمحيطين بحمدوك .. حملة مبتورة عن القاعدة السياسية التي جاءت بحمدوك ليكون رئيساً للوزراء وأعني بها قوي الحرية والتغيير التي لم تقل صرفاً ولاعدلاً عن حملة العلاقات العامة الجديدة لتحسين صورة حكومة فقدت ظلها وبريقها ولم يعد ممكناً تجميل صورتها بنداء لتبرعات مالية بلا سقف .. وبلا مشاريع محددة للصرف عليها ..
• ليس من الحكمة تبخيس استجابة عدد من أبناء السودان لحملة علاقات حمدوك ومسارعتهم بالتبرع .. إنها روح وطنية مشهودة ومعروفة عند أهل السودان الذين يتنادون لنجدة الملهوف واغاثة المستغيث .. هذه الفئة الخيرة من أبناء السودان بالداخل والذين سيتكشفون بعد أيام أنهم يحاولون جاهدين دعم رئيس وزراء بلا رؤية .. وحكومة بلا برنامج ولا إرادة لتحقيق تحول ديمقراطي يتأكد كل يوم أنه في الطريق ليكون تمكيناً لمجموعات ناشطين سياسيين لا أحزاب لهم ولا جماهير !!
عبد الماجد عبد الحميد