** وعليه .. قرار حظر تصدير اناث الابل في شهر مارس الفائت لم يكن مفاجئا للرأى العام ، بحيث لم تأت وزارة الثروة بجديد بذاك القرار ، فالقرار معمول به منذ العهد المايوي .. ولكن القرار الذي فاجأت به وزارة الثروة الحيوانية الرأى العام – عبر مجلس الوزراء – فى يونيو هذا هو قرار فك حظر تصدير اناث الابل وكذلك النعام .. النعام – اناثا وذكورا – ليست ذات أثر في اقتصادنا الوطني ، وسيان أن تحظرها أو تصدرها وزارة الثروة ، فلا قيمة لهذه النعامة في حياة الناس في بلدي ، غير أنها تدفن رأسها في الرمال بمظان الهروب من الحقائق المفترسة ، وكذلك تفعل وزارة الثروة الحيوانية اليوم وهى تحاول اقناع الرأى العام بأن الهدف من تصدير اناث الابل هو الحفاظ على المراعي السودانية ، وهذا تبرير مستفز لذوي الابصار والبصائر ، فالمراعي في السودان بمساحة المليون ميل مربع ، وفى كل ولاية مساحة المراعي تحسب أضعاف مساحة الكثافة السكانية ، بل هناك مساحات في كل الولايات لم يكتشفها الرعاة بعد ، فالوزارة تستخف بعقلها – حين تبرر التصدير بالمراعي – بمظان الاستخفاف بعقل الرأى العام وخبراء الاقتصاد بما فيهم علماء الثروة الحيوانية .. فالحفاظ على المراعي ليس هو الهدف من قرار التصدير المفاجئ لأوعية ثروتنا الحيوانية – الاناث – وتسهيل امتلاك السلالة الكاملة لدول الجوار وتجارها ومراكز قواها ..المراعى لا تصلح تبريرا لقرار كارثي كهذا .. ولن نسأل وزارة الثروة الحيوانية عن أسباب لطمتها للقطاع الحيواني بهذا القرار الخطير جدا ، بل نخاطبها كما خاطب أب سن ذاك الرجل في سوق رفاعة (عليك أمان الله مابنسألك ياوزارة .. بس ورينا المحرشك على لطم قطيعنا القومى منو ..؟) !!
إليكم – الصحافة -السبت 20/6/ 2008م،العدد 5390
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]