دعاء الفقراء على كورونا

قالت منظمة الصحة العالمية إن السودان في وضع الخطر في مواجهة فيروس كورونا، وعزت ذلك لخطورة الفيروس وقدرات البلاد على الاستجابة لأي تفش واسع محتمل للمرض. وذكرت المنظمة بحسب وكالة السودان للأنباء إن الاستثمار في النظام الصحي بالسودان، ظل محدوداً لعقود طويلة، وأن السودان يفتقر للكادر الطبي المؤهل ويعاني من ضعف البنيات التحتية، ويفتقر إلى المعدات والإمدادات الدوائية، وأضافت المنظمة أن نظام التغطية والرقابة الصحية في السودان يكابد ضعفاً هيكلياً ولا يشمل كل البلاد، ولذلك يحدث تأخير كثير في الفترة بين التبليغ عن وباء ما والاستجابة وتأكيد تفشيه. وأشارت لكافة الخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية لمواجهة كورونا، وقالت في هذا الصدد إن السودان أنشأ مركزين للعزل لعلاج مرضى كورونا، إضافة لتخصيص المستشفيات العسكرية في العاصمة والولايات كمراكز للإيواء والعلاج.. وحديث المنظمة هذا رغم أنه محبط ومزعج الا أنه لدى الشعب السوداني من المعلوم بالضرورة، فما من سوداني تغيب عنه المعلومة التي تفضلت بها المنظمة العالمية حول الأوضاع الصحية بالبلاد، بل ويدرك الأسباب التي أدت الى تدهور القطاع الصحي وعدم توفر الخدمات الصحية ولو فى حدها الأدنى، وعلى رأس هذه الأسباب ضعف الميزانيات التي كانت تخصص للقطاع الصحي بشقيه الوقائي والعلاجي إبان العهد البائد، اذ لا ينال هذا القطاع المهم الا الفتات من موازنة الدولة، بينما تذهب النسب الكبيرة من الموازنة للصرف على القطاعين السيادي والأمني وللصرف السياسي، وقد فاقم هذا الوضع المزري للنظام الصحي فى السودان وزاد من أزماته، أن هذه الأوضاع المتردية دفعت أعداد كبيرة من الكوادر الطبية المؤهلة ومن مختلف التخصصات المميزة الى الهجرة ومغادرة البلاد مما أحدث خللاً فى تقديم الخدمة ونقص في الكوادر..فمن قبل كورونا كان الناس يعانون فى الحصول على الخدمات العلاجية الجيدة ولا يحصلون على الدواء لارتفاع اسعاره الا بشق الانفس، وكان وما يزال مشهد الشارع العام يحتشد بمئات الحكايات المحزنة عن مرضى لا يجدون العلاج وآخرون يكابدون للحصول على جرعة دواء..
على خلفية هذا الواقع الصحي والعلاجي المرير، قال لي زائري بعد أن اطلع على خبر منظمة الصحة العالمية المشار اليه وأزاح الصحيفة جانبا، قال يبدو لي أن أكثر دعاءين يرددهما الناس هذه الأيام مع كورونا وأوضاعنا الصحية البائسة، هما (اللهم استر الفقر بالعافية) و(يارب من القوة والى الهوة)، ومع انكشاف عورة نظامنا الصحي وتصاعد اندياح جائحة كورونا، ليس أمامنا سوى خيارين اما أن ترأف بحالنا كورونا فلا تصيبنا وتستجيب لدعائنا (حوالينا لا علينا)، أو إذا اصابتنا فما علينا إلا أن نتحمل مسؤولية اصابتنا كاملة في انتظار إحدى الحسنيين، إما شفاء يهبط علينا من السماء بقدرة العزيز المقتدر الشافي من كل وباء والكافي من كل بلاء، أو نسلم الروح إلى الرؤوف الغفور الرحمن الرحيم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

حيدر المكاشفي
الجريدة

Exit mobile version