لم يحالف الحظ تحالف القوى الكيزانية ، المتدثرة هذه الايام باسم جديد ، أدخلت عليه كلمة الوطن لتكسبه شيئا من الشرعية المفقودة في محاولة منها لكسب تعاطف الشارع وإلتفافه حولها ، وهي ماتسعى إلا لخلق فوضى جديدة ، أسمتها تصحيح المسار ، وقلنا قبل ذلك مراراً ان انحرف مسار الثورة فعلاً ، فلن يصححه الا شباب الثورة ، الذين صنعوا التغيير ولا أحد سواهم، بالتالي هم الذين يصححوا ويغيروا المسار وكل المسارات في الوقت الذي يريدون ذلك ، وان اتباع النظام المخلوع الذي ترك خلفه شخصيات (مخلوعة) أيضاً، الذين خرجوا باسم جديد (تحالف القوى الوطنية)، يجب أن يلزموا (بيوتهم ) ليس لانتشار مرض الكورونا ، ولكن لما يحملونه هم من فايروس شديد الخطورة على المجتمع السوداني السياسي والاجتماعي وان أنصار النظام المخلوع ، كان يجب ان يعترفوا بكل شجاعة ولو لمرة واحدة ان كل محاولاتهم لاجهاض الثورة باءت بالفشل ، وعلى بعض القيادات الاسلامية التي توكل هذا العمل للجان معينة تختبيء في أوكارها، إعفاء هذه اللجان الفاشلة ، او تلك الشخصيات (المنتفعة المتطوعة) ، التي ظلت تخطط منذ سقوط النظام وكل ماخرجت بلعنة ردُت اليها ورجعت خائبة، ولم تحصل على نتيجة حتى الآن بالرغم من الاموال الكبيرة المرصودة لافشال الحكومة الانتقالية.
وقبل يومين أعلن ( تحالف القوى الكيزانية لتخريب المسار) عن موكب حدد له امس السبت ليكشف تاريخه عن عقلية ضحلة عززها اصرار البعض عليه رغم كل المحاولات التي أثنت الناس عنه فكيف لجهة تدعي تصحيح المسار ان تعلن عن التجمعات وتدعو اليها والعالم كله ، يدعو لتحاشيها ويأتي هؤلاء (ليفضحونا) بأننا نفكر بعقلية عرجاء وعمياء، وان مطامعنا السياسية أهم من عافيتنا، الم تكفيهم (موتتنا الأولى ) في نظامهم الذي قتل الشعب وشرده واطال عليه سنوات الضنك والجوع والبؤس والعزلة، ويريدوننا ان نموت بالجملة، فهذا التوقيت كشف سطحية العقول الخاوية التي ترى ان وجود قحت عليها أهلك من الكورونا وهذا يعني ان حكومة قحت ولو كانت فاشلة تشكل خطراً كبيراً على الكوز لطالما انه أراد ان (يناطح ) من أجلها كورونا هذا المرض الذي أرعب جميع العالم وأخافه.
وبعد تهديدات الشرطة ومحاولات وزارة الصحة يعلن تحالف القوى الوطنية عن تأجيل موكب السبت استجابة لنداء الأطباء و الجهات المعنية بصحة المواطنين ويؤكد على الاستمرار في المطالبة بتصحيح مسار الثورة المسروقة من مجموعة (قحط) والتي سرقت تضحيات الشباب وأدخلت البلاد في حالة من الضنك والانقسام بين أبنائها ونعلم ان هذه العصابة تحاول استخدام الظرف الصحي لتحقيق اهدافها بشغل المواطنين عن الضائقة الاقتصادية وضرب السيادة الوطنية نؤكد لكم ان موكب السبت قد اكتمل الترتيب له لينطلق ولكن للأسباب الاخلاقية والانسانية التي ذكرناها تم تأجيله لينطلق قريباً ،يزلزل عرش قحط ويرد الحق لأهله من الشباب الذين ضحوا بأرواحهم لينالوا الحرية والعيش الكريم حفظ الله شعبنا وبلادنا من كل سوء).
والبيان المكتوب بكره وبركاكة، المشحون بالعاطفة والذي استخدم كلمات الهتاف والاستهتار وزج بها في البيانات الرسمية (قحط وعصابة) يعني واحد من اثنين اما أن الحقد على الثورة وحكومتها وصل مرحلة جعلتهم لا بصر ولا بصيرة وهم يختارون كلمات غير لائقة لا تناسب لغة البيانات او ان هذا الموكب تقف من خلفه شخصيات لا تستحق حتى ان تصدر لها الشرطة والصحة بيانات للعدول عن الفكرة كما يحتوي على عبارات مسروقة تتحدث دون حياء عن سرقة الثورة ودماء الشهداء، لجهة لا علاقة لها بالثورة والخوف عليها، وموكب يأتي بعد ان توفرت المواصلات والوقود وانقشعت أزمة الخبز لا هدف منه الا لزعزعة الاستقرار ونشر غبار الفتنة، اما قحت فالذي يطعن فيها ويطالب بتغييرها هم شباب الثورة التي أتت بها وبالحكومة، واذا كان ماء الثوار موجوداً، بطل تيمم الكيزان بلا فتوى.
طيف أخير
كفى بالعلم فضيلة ان يدعيه من ليس فيه ويفرح اذا نسب اليه
صباح محمد الحسن
الجريدة