يوماً بعد يوم، يفرض انتشار وباء كورونا الجديد حول العالم تغيراً ثقافياً يؤثر في نمط الحياة المعتاد، مع اضطرار كثير من الناس والمؤسسات إلى تسيير أمور حياتهم اليومية، وإدارة شؤون البلاد والمواطنين، بالرغم من كلّ إجراءات العزل الصحي، أو الحجر المنزلي، وغيرهما.
في كينيا، استمع قضاة يضعون قفازات في أيديهم، إلى طلبات بالإفراج عن متهمين بكفالة، الجمعة، فيما عقدت المحكمة العليا جلسات استماع خارج المبنى للحدّ من انتشار فيروس كورونا الجديد.
وقال هام لاغات، المحامي في المحكمة العليا، الذي تقدم بطلب للإفراج عن حارس أمن متهم بقتل طالب في شجار إنّها “العدالة تحت الشجر”. وأضاف: “من حق كلّ شخص أن ينال فرصة المشاركة في الكفاح من أجل الحصول على حقه”. وأعلن القضاء في كينيا، يوم الأحد الماضي، أنّ المحاكم ستقلّص أنشطتها لمدة أسبوعين “لاتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع انتشار الفيروس”. وعُقدت جلسات استماع للقضايا الخطيرة فقط، فيما عُلقت كلّ جلسات الاستئناف والاستماع في القضايا الجنائية والمدنية، كذلك فُرض حظر على سفر العاملين في القضاء إلى الخارج. وتعني المخاوف من الأوضاع الصحية في السجون المكتظة بالنزلاء أنّ السجناء لن يحضروا أيضاً جلسات المحاكمة. وسجلت كينيا سبع حالات إصابة بالفيروس، لكنّها وضعت قيوداً صارمة تشمل حظر دخول الأجانب من الدول التي سجلت حالات إصابة، بحسب وكالة “رويترز”.
وفي محاولة للتخفيف من الآثار السلبية للوباء على معنويات العاملين في المؤسسات الأوروبية والمتابعين لشؤون الاتحاد الأوروبي، ابتكر المتحدث باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي طريقة طريفة لرفع معنويات كل الذين يعانون بشكل مباشر أو غير مباشر من آثار الوباء. فقد اختتم إيريك مامير مؤتمره الصحافي اليومي في مقر المفوضية الأوروبية بإلقاء مقطع باللغة الإنكليزية من قصيدة للشاعرة الأميركية إيميلي ديكنسن (1830-1886) تتحدث فيه عن المقاومة والأمل في زمن العسر. ووجه المتحدث تحيته الشعرية إلى كلّ زملائه في مختلف مؤسسات الاتحاد ممّن يؤدون عملهم حالياً في ظروف استثنائية ليست بالسهلة.
ولم تكن إشارة التضامن “الشعرية” لمامير هي الأولى. فقبل أيام، وفي ظل اشتداد إجراءات العزل في معظم الدول الأوروبية للوقاية من الوباء، اختتم المتحدث مؤتمره الصحافي كذلك بمقطع من قصيدة “الربيع” للشاعر والكاتب الفرنسي فيكتور هيغو (1803-1885). وتتحدث القصيدة عن الضوء، الحب والابتسامات القادمة مع الربيع، ما يخفف من أوجاع النفوس المتعبة. وأراد مامير أن يستفيد من الطقس الربيعي المشمس في ذلك اليوم، وهو أمر نادر في مدينة بروكسل “لتحسين الأجواء والتضامن مع الأشخاص المعزولين بسبب الوباء” وفق كلامه. ولاقت المبادرة استحساناً بشكل عام، بحسب وكالة “آكي”، لكنّ البعض رأى أنّ المتحدث خرج عن المألوف بالنسبة إلى مؤتمر صحافي رسمي من المفترض أن يبقى “جدياً، بل مملاً”.
في أستراليا، قرر متجر “وولورث”، وهو من أكبر متاجر البلاد، فتح أبوابه لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة حصراً، لمدة ساعة يومياً، بعدما أدت حالة الفزع من تفشي وباء كورونا الجديد إلى تهافت الناس على شراء المواد الأساسية وخلوّ رفوف المتاجر من الكثير من السلع. وبداية من الثلاثاء الماضي، تمكن هؤلاء من الدخول إلى المتاجر بشكل حصري من الساعة السابعة صباحاً وحتى الثامنة لشراء أغراض البقالة وبقية المستلزمات، فيما يتمكن بقية المتسوقين من دخول المتاجر بعد الساعة الثامنة.
العربي الجديد