رغم العديد من القرارات التي أصدرتها السلطات السودانية وإعلان حالة الطوارئ الصحية تحسبا لانتشار فيروس كورونا إلا أن “سكاي نيوز عربية” رصدت حالة من اللامبالاة، سواء تجاه تطبيق الإجراءات الحكومية أو الالتزام بالنصائح الوقائية.
وهنالك مخاطر حقيقية تتمثل في النقص الكبير في الأدوية والمعقمات وأدوات الوقاية، بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد والانخفاض الحاد في سعر الجنيه السوداني الذي أثر كثيرا على سلسلة الإمدادات الطبية التي تعتمد 95 في المئة من مدخلاتها على الأسواق الخارجية.
ظروف صعبة
قرب مستشفى الأطباء المطل على شارع أفريقيا في وسط الخرطوم تجلس آمنة محمود تحت شجرة صغيرة في معية أكثر من 10 نساء أخريات جئن من إحدى قرى منطقة الجزيرة القريبة من الخرطوم لمعايدة أحد أفراد العائلة المنوم بالمستشفى.
وردا على سؤالنا حول ما إذا لم تكن خائفة من جلوسها على الأرض أمام باحة المستشفى المكتظة بأكثر من 500 شخص جاءاو لمعايدة مرضى يعرفونهم، قالت آمنة إن مجاملة الأهل والمعارف أهم من الخوف من المرض وإنها وغيرها من مرافقاتها لا يستطعن التخلف عن أداء الواجب مهما كلف الأمر.
بدت آمنة ومن حولها من المئات الذين تتكدس بهم المساحة الصغيرة في العراء التي تفصل بين المستشفى والشارع غير آبهين كثيرا بما تتناقله القنوات ووسائل الإعلام من أخبار مزعجة عن فيروس كورونا وسرعة انتشاره.
ويواصل السودانيون حياتهم المعتادة رغم المخاوف العالمية، وتكتظ وسائل النقل المختلفة بالنساء والرجال والشباب من مختلف الأعمار رغم إغلاق الجامعات وبعض المؤسسات.
مقاهي الشيشة
وليس بعيدا عن ذلك المستشفى يفتح عدد من المقاهي أبوابه في ظل وجود عدد كبير من الشباب يتناولون الشيشة ويتسامرون وربما يتبادلون اخبار الفيروس لكن دون مبالاة أيضا.
سألنا أحد الشباب “ب.س” عن السبب الذي يجعله يواصل تدخين الشيشة رغم مخاوف كورونا، فكان رده أن الأمر لا يبدو بالخطورة التي يتخيلها الكثيرين والدليل أن المقاهي تعمل بالمعتاد، رغم القرار الصريح الصادر الأحد والقاضي بإغلاقها فورا.
مدير المقهى بدا أيضا غير مكترث بالقرار وعندما سألناه عن السبب أجاب بأنه لم يتسلم ما يفيد بقرار الإغلاق، مشيرا إلى أنه ظل يعمل كالمعتاد ولم تتدخل الشرطة أو أي سلطة رسمية لإغلاق المقهى.
تحذير طبي
لكن أحمد مضوي أخصائي أمراض معدية ومناعة يحذر بشدة من حالة اللامبالاة هذه، ويقول إن من أهم العوامل المساعدة في سرعة انتشار مرض الكورونا هي التجمعات البشرية، كما يحدث في المناسبات في الأماكن المغلقة اذا كان بينهم مريض بالكورونا.
ويشير مضوي إلى أن خطورة كورونا تكمن في أن الشخص المصاب قد ينقل الإصابة لشخص آخر حتي لو لم تظهر عليه علامات المرض.
ويشدد على ضرورة الانتباه لهذا الحانب، لأن مريض كورونا يكون طريح الفراش أما المصاب وليس عليه علامات المرض هو الأخطر لأنه يتحرك، لذلك لا بد من التفريق بين المصاب والمريض، فالمصاب يكون في فترة الحضانة وليس عليه علامات ثم ينتقل الي مرحلة المرض.
صيدليات خاوية
ورغم عدم انتشار الفيروس في السودان بشكل مخيف حتى الآن، إلا أن نقص الأدوية والأدوات الطبية يشكل خطراً حقيقيا .
وفي ظل مخاوف كورونا تقي الكثير من الصيدليات نفسها عناء السؤال بوضع لافتات كبيرة على الأبواب عليها عبارة: “عفوا لا توجد كمامات ولا معقمات”، هذه العبارة تشير إلى النقص الكبير في الأدوية والمواد الطبية بشكل عام.
وفي هذا السياق تقول رؤى أحمد، وهي صيدلانية تعمل في مركز ‘كارير” المتخصص في تدريب الصيادلة المحليين على تركيب وتصنيع المعقمات الطبية، إنهم وفي ظل النقص الحالي في مواد التعقيم، يعملون حاليا على تكثيف الجهود وتزويد الأماكن العامة والتجمعات بمواد التعقيم بشكل طوعي ومجاني من أجل المساعدة في الجهود الوطنية الرامية للحد من انتقال العدوى.
سكاي نيوز