تحت العنوان أعلاه، كتب غينادي غرانوفسكي، في “فوينيه أوبزرينيه”، عن إمكانية أن يقصم وباء كورونا ظهر الوحدة على جانبي الأطلسي.
وجاء في المقال: سرعان ما تحولت العملة الأوروبية، التي ظهرت في مطلع القرن، إلى عملة عالمية، تشغل حصة من المدفوعات الدولية…
يفهم ترامب ذلك جيدا، كما يدرك، كم هبط إنتاج السلع في أمريكا. وقد ظهر هذا الاتجاه في النصف الثاني من القرن الماضي. فحينها، نقلت الشركات الأمريكية إنتاجها القذر والضار إلى دول العالم الثالث. ثم أغرتها هناك العمالة الرخيصة، فنقلت الشركات الأخرى إنتاجها من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الخارج.
وليس من قبيل المصادفة أن دونالد ترامب انتقد كثيرا هيمنة السلع الأوروبية في أمريكا (على وجه الخصوص، صناعة السيارات الألمانية). فيما لا يعاني الأوروبيون من فائض السلع الأمريكية، باستثناء أفلام هوليوود.
شدد ترامب في تويتر على أن تقييد السفر لمدة 30 يوما من أوروبا لن يؤثر على التجارة. وقال سيد البيت الأبيض إن “القيود توقف الناس وليس السلع”. فيما رأى الخبراء في هذه الكلمات خداعا مفضوحا، ذلك أن السلع لا يمكن أن تتحرك من دون دعم الناس.
إنما ترامب يتصرف بصورة منطقية. ففي سياق الاضطرابات العالمية التي بدأت، كل يتصرف كما يناسبه. ولكن، ماذا عن التعاون والوحدة الأوروبية الأطلسية، التي شكلت في العقود الأخيرة جوهر الاقتصاد العالمي؟
يبدو أن هذا البناء بدأ في الانهيار. قواعد اللعبة والعمليات الجيوسياسية في العالم، تتغير. ولا يمكن استبعاد أن يكون وباء فيروس كورونا مجرد ذريعة للفصل بين الحلفاء السابقين. فالعالم يشهد تضاربا واضحا في مصالح الطرفين منذ عدة سنوات.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
روسيا اليوم