هل بدأ مسلسل الاغتيالات؟!
كتب المولى عز وجل لرئيس الوزراء الدكتور “عبد الله حمدوك” النجاة إثر محاولة اغتياله أمس، من أعلى كبرى القوات المسلحة. إن المحاولة الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء، يجب أن تكون بداية لتصفية كل الذين يشتبه فيهم، وفي محاولاتهم البائسة التي لا تريد لهذا الوطن أن ينعم بالأمن والاستقرار، فالذين قاموا بتلك المحاولة هم محترفون، ونالوا تدريباً عالياً في التفجيرات، ولكن إرادة المولى كتبت لهذا الوطن ولرئيس وزرائه النجاة من عملية كان بالإمكان أن تسيل الدماء فيها. إن الحكومة الانتقالية قد تساهلت كثيراً في حسم الأمور ابتداءً من عمليات الاغتيالات التي تمت من أعلى كبرى الحديد، أيام الاعتصامات، فعمليات التصويب بالبنادق من أعلى الكبري آنذاك هي البداية لعملية التصفية، إن كان للأفراد أو للمسؤولين، فالحكومة وقتها لم تحسم الأمر، ولم تقبض على الجناة المتهمين بالمحاولات اليائسة، فصمتت الحكومة عن تقديم المتهمين إلى العدالة في تلك الفترة ولاذت بالصمت، وهو الأسلوب التي تعودته منذ اندلاع الثورة المجيدة، فاليوم بدأنا الدخول فى النفق المظلم، لم تمت عملية الاغتيال ربما تكون البداية لاغتيالات كثيرة، فالسودان المسكون بالطيبة والعفو وتجنب العنف، بدأت فئة ضالة تحاول أن تجره كما جرت العديد من الدول العربية الآن إلى هذا المصير، فاليمن وليبيا وسوريا والعراق ومصر، كلها دول كانت آمنة، ولكن دخول محاولات الاغتيال جرها إلى عدة محاولات، ولم تنته، بل فقدت تلك الدول خيرة أبنائها نتيجة لمحاولات الاغتيالات، فاليوم يُجر السودان ليلحق بتلك الدول، والكل يعلم أن السودان هش البنية، فإذا بدأت المحاولات للاغتيال سوف نفقد وطناً اسمه السودان؛ لذا على الأجهزة الأمنية والشرطية أن تعمل بكل وسعها لكشف الجناة، وتقديمهم إلى محاكمة عادلة إن كانوا من أبناء الوطن أو من مدفوعي الأجر من الدول الأخرى. إن محاولة اغتيال رئيس الوزراء “حمدوك” تم الترتيب لها مسبقاً، وبالتنسيق مع أطراف أخرى، وإلا لماذا غير الموكب مساره في آخر لحظة، أين الأجهزة الأمنية المعنية بمراقبة سير رئيس الوزراء؟ أين الأجهزة الأمنية المكلفة بتأمين سير الدكتور “حمدوك” من مقر إقامته إلى مكان عمله بمجلس الوزراء أو أي جهة يقوم بالعمل فيها؟، الآن علت بعض الأصوات السودانية التي تحاول تبخيس الذي جرى أو إلقاء اللائمة على الحزب الفلاني أو على الجهة الفلانية، أو من يصورون بأن الذي جرى ما هو إلا فبركة للفت النظر إلى رئيس الوزراء أو دعمه، إن تلك الأحاديث لا سند لها، بل أحاديث ساذجة، فليس من العقل أو المنطق أن تقوم جهة من داخل الثورة بافتعال تلك المسرحية للفت النظر إلى رئيس الوزراء، وهل رئيس الوزراء محتاج إلى أن ترتكب جريمة كان بالإمكان أن تودي بحياته أو بحياة الآخرين. إن الحكومة الانتقالية الآن من المفترض أن تكون أكثر تشدداً من ما مضى، وأن تعمل على إقالة كل الطاقم القديم إن كان على مستوى الأمن المسؤول عن حماية رئيس الوزراء، أو رئيس مجلس السيادة أو نائبه أو كال أعضاء المجلسين، مع إزالة كل الطاقم القديم، مهما كلف الأمر، فالتراخي هو السبب الأساسي في ضياع هيبة الدولة أولاً، وفى ضياع الحكومة بأكملها. وعلى الحكومة أن تتخذ الحكومة من اليوم قراراً بإقالة كل الطاقم القديم، أياً كان وضع هذا الطاقم في مجلس الوزراء أو مجلس السيادة أو في الأجهزة الأمنية والشرطية حتى يكتب لهذه الثورة الحياة والنجاة.
صلاح حبيب
المجهر