مع انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم، يبرز السؤال: هل يمكن لأي شخص ألا يلمس وجهه أو عينيه أو أنفه لمنع الإصابة بالمرض؟ حيث تتلخص النصيحة الأولى التي يوجهها الأطباء والعاملون في القطاع الصحي للناس عند تفشي مرض معين؛ بـ”لا تلمس وجهك أو عينيك أو أنفك”.
خلال اجتماع مع مدراء شركات الطيران حول أزمة فيروس كورونا الجديد، الأربعاء الماضي؛ قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: “لم ألمس وجهي منذ أسابيع.. أنا أفتقده”.
وفي اليوم التالي، ظهرت مسؤولة الصحة العمومية في مقاطعة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، سارة كودي، وهي تلعق إصبعها فيما كانت تنصح الناس باتباع إجراءات صارمة في النظافة حتى يقوا أنفسهم من الإصابة بفيروس كورونا.
ووفق تقرير نشرته السبت “سكاي نيوز” لعقت سارة كودي إصبعها لاستخدامه في قلب صفحة، بينما كانت تقدم إرشادات لأجل التوعية بمخاطر فيروس “كوفيد 19″، ثم قالت: “حاولوا ألا تقوموا بلمس الوجه؛ لأن أبرز طريقة لانتقال الفيروس هي ملامسة الفم والأنف والعين”.
وشوهد مقطع الفيديو لسارة كودي وهي تفعل ذلك أكثر من 6 ملايين مرة، وقال منتقدون إن المسؤولة الصحية وقعت في موقف محرج؛ لأنها مطالبة بأن تكون أول من يجسد الإرشادات الطبية عمليًّا.
وحدث أمر مماثل مع ترامب بعد قوله إنه لم يلمس وجهه منذ أسبوع؛ حيث سارع مستخدمو تويتر إلى تصفح مختلف المواقع، وعثروا على صور حديثة للرئيس الأميركي وهو يلمس جميع أنحاء وجهه.
وبحسب موقع “ذا هيل”، فإن سارة ليست المسؤولة الوحيدة التي وقعت في هذا الخطأ؛ لأن مسؤولين آخرين لمسوا وجوههم فيما كانوا يوصون عامة الناس بألا يفعلوا ذلك.
إن هذه النصيحة الطبية هي في الواقع استراتيجية بسيطة للوقاية، ذلك أن الفيروس يمكن أن يعيش لمدة 9 ساعات على الأقل، وربما أيام، على الأسطح الصلبة.
ولا شك أن كثيرين منا أصبحوا على دراية بمشاعر عدم الارتياح من مثل هذه النصيحة؛ إذ إن عدم لمس الوجه يشبه اللعبة؛ حيث يخسرها المرء بمجرد التفكير فيها، فما إن يطلب منك أحدهم عدم لمس وجهك، فإنك لن تكون قادرًا على ذلك ولا على فعل أي شيء آخر باستثناء محاولة أو مقاومة محاولة لمس الوجه، حتى مع خطر الوقوع ضحية لفيروس كورونا الجديد.
وحتى لو كنت وحيدًا في البيت أو العمل أو السيارة، فإن أول ما يخطر على بالك، يجب ألا ألمس وجهك، ولكن في لحظة ما، ربما سهوًا أو مكرهًا تجد نفسك مضطرًّا للقيام بذلك، وكأن كل شيء في العالم يدفعك إلى لمس وجهك.
النصيحة بالضرورة، بحسب التجربة والممارسة وربما العادة، تثير رغبة نفسية جسدية تقتضي حك الأنف أو الأذن أو الحاجب أو العين، وباختصار لمس الوجه، فهي تصبح حاجة غريزية.
ويقتضي الأمر قوة إرادة ربما لتنفيذ نصيحة الطبيب، وفي بعض الأحيان لا تكفي هذه القوة لمنعك من لمس وجهك، ولكن ربما مع التدريب المستمر والمتواصل وباستخدام الأدوات المناسبة يمكن التوصل إلى هذه النتيجة الصعبة.
وللدلالة على صعوبة تطبيق هذه النصيحة، انتشر صباح الجمعة، وسم “تحدي فيروس كورونا الجديد” على تويتر، خصوصًا بعد فيديو مسؤولة الصحة في سانتا كلارا سارة كودي.
صحيفة سبق