لا يبدو أن هناك ضوءاً يلوح في آخر النفق الذي أدخلت الحكومةُ الانتقاليةُ البلادَ فيه منذ أكثر من ستة شهور ، فلا خطة واضحة ولا برنامج ، ولا خبرة ومعرفة بإدارة اقتصاد الدولة .
لقد فُجعنا في حكومة (الكفاءات) التي لم تنجح في أي ملف أمسكت به حتى الآن ، فالفشل ديدنها في توفير السلع الإستراتيجية التي أسست لها إدارة في وزارة المالية ، والفشل يلازمها في حل أزمة المواصلات ، وقد صار معتاداً أن ترى مئات المواطنين يعبرون الكباري في الخرطوم وأم درمان وبحري على أقدامهم المرهقة ، حيث لا بصات ولا حافلات ولا قطارات تكفي لنقل الناس من بيوتهم وإلى مواقع أعمالهم.. وبالعكس .
ماذا تفعل هذه الحكومة العاجزة وكيف يمكنها الاستمرار في إدارة الدولة بهذا الأداء الجنائزي ؟!
وإذا كان وزيرٌ كبيرٌ يتلقى معلوماته عن سعر (الدولار) في السوق الموازية من ناشط في (الفيس بوك) ، فماذا ننتظر منه لإصلاح حال الاقتصاد في بلادنا ، ومصادره على هذه الدرجة من السذاجة والتسطح ؟!
لابد لقيادة قوى الحرية والتغيير أن تتدارك هذا الفشل الكبير ، والعجز البائن لحكومة “حمدوك” ، وتسعى سريعاً لتبديلها بأخرى أكثر قدرة وكفاءة ومعرفة بأزمات البلاد ونكباتها .
إن إصرار البعض في (قحت) على (تلتيق الملتق) وتبرير ما لا يمكن تبريره ، والتغطية على هذا التراجع المريع في كل قطاع حيوي بالدولة ، يعني سقوط كل شيء بما فيه (قحت) ، ولذا لابد لها أن تتدبر أمرها ، وتعزم بكل قوة وحسم على إبدال وزراء القطاع الاقتصادي جميعهم ، مع تغيير وزراء آخرين خارج القطاع الاقتصادي مثل وزيرة الخارجية .
كل يوم تتأخر فيه قوى الحرية عن اتخاذ القرار السليم لمعالجة الوضع المأزوم يعني المزيد من الخسائر في كل مجال.
جمعة مباركة
الهندي عزالدين
المجهر