حسين خوجلي يكتب: أباطيل وأسمار
١/ عزيزي حمدوك..
ذبلت الحقول وأنت الزراعي الذي لم نر فيه (حرفية قنيف)
وتفاقمت الأزمة الاقتصادية وأنت الاقتصادي الذي لم نر فيه (حيلة الشريف حسين)
وتأزمت العلاقات الإقليمية وأنت الأممي الذي لم نر فيه (حنكة المحجوب)
وتشابكت الخصومات الداخلية وأنت الشيوعي الذي لم نر فيك (حكمة نقد).
وأخيرًا انطفأت الشمعة في آخر النفق ولم يبشرنا رئيس الوزراء بشرف الاستقالة وإذن الانصراف.
أخي حمدوك.. نحن نحترم محاولاتك، ولكننا نحب شعبنا أكثر.
فاغفر لنا اجتهادنا أن وضعنا الرجل المناسب في المكان غير المناسب.
وفي الفقه المأثور أن للمجتهد المخطئ أجرٌ واحد.
٢/ حاول الناشط وزير الدولة بالخارجية عمر قمر الدين أن يبيع لنا القرارات الاقتصادية الأمريكية موديل ٢٠١٧ بورق فاخر (جديد).
إن السماء والأرض والشعب سيغفرون له بعض جرمه في حالة رفع اسم السودان عن قائمة الارهاب التي استبّسل في فرضها على شعبنا مع منظمة كفاية المجرمة.
إن الشعب يا قمر الدين أذكى من هذه الألاعيب وأن الأزمة أكثر تعقيدًا من هذا (الطلس) والخبل.
٣/ تحالف مافيا الدولار داخل النظام وخارجه ومن غير أي مسوغ أخلاقي أو اقتصادي رفع سعر الدولار من ٦٠ جنيهاً إلى ١٢٠ ليأكل كل مدخرات الفقراء والمرضى والمسافرين.
وبعد أن حصد مئات المليارات قام بحيلة جديدة عبر تخفيض زائف ليجمع عبر هلع الهبوط بقية دولارات المساكين، حتى اذا ما امتلأت خزائنهم عادوا الى تصعيد الاسعار من جديد، في ظل التخبط الاقتصادي الرسمي وفي ظل صفرية الإنتاج
٤/ قال لي أحد الأصدقاء: إنني عندما أجد (الأكرمين) على المائدة الخبز والفتريته أقضي عليهما تماما، دون مراعاة لثلث الشراب وثلث النفس رافعاً شعار (ربما لا نلتقي)
٥/ ومن الانتصارات الباهرة لأحد القوة النظامية ببلادنا أنها أزالت شعار (الله أكبر) من نداء تخريج الدفعة الجديدة من منسوبيها (مزيداً من الشرك والاشتراكية) فقد ظن السذج أن الوحدانية خصمٌ للتعددية.
٦/ وتظل إحدى إخفاقاتنا الكبرى أننا لا نكمل الدراسة الاجتماعية لقياداتنا فنظلمها ونظلم أنفسنا، مع أن الإحاطة في هذه الدراسة موجود في الدين والقيم الانسانية وحتى في أدبنا الشعبي.
فقد قال العارف في انتقاده لأصحاب الشّح الاخلاقي من المنبت:
ود بيت المحل ما تجُر معاهو مودة
وما تنغشا برزقه الحجر ما انكد
كل يوم العرق لأصله ماخد مَدّه
مو قضاي غروض ود الأيده قاطع المده
٧/ هل تذكرون شعار حزب السودانيين القديم بإقامة جمهورية الحارة؟
عاودوا المسعى من جديد ففي كل حارة سودانية الكثير من الذين باتوا على الطوى، وشربوا الدموع، وتدثروا بدعاء المظلوم الذي ليس بينه وبين السماء حجاب. قوموا بدوركم الآن الآن فإن الدواعي تكمن في المحبة أو الخوف.
حسين خوجلي