قصص مروّعة عن “علاج المثليين” في نيجيريا

يعد هذا الأسبوع حاسماً بالنسبة للمتهمين (47 شخصاً) بالمثلية في نيجيريا، إذ عقدت جلسة استماع للنظر في الدعوى في الرابع من فبراير/شباط االحالي.

والمتهمون هم من بين مجموعة من الرجال ( 57 رجلاً) اعتقلتهم الشرطة أثناء مداهمتها لفندق في لاغوس عام 2018. إلا أن المتهمين ينفون هذه التهم.

وشهدت البلاد في الآونة الأخيرة، مساعٍ حثيثة لإقصاء المثليين. ففي السابع من يناير/ كانون الثاني 2014 ، وقّع رئيس نيجيريا آنذاك، غودلوك جوناثان، على مشروع قانون حظر الزواج من نفس الجنس.

ويقول نشطاء إن القانون زاد من سوء المعاملة والتمييز ضد هذه الفئة في هذه البلاد المتدينة بشدة.

ويقال أن هناك زيادة في حالات الإبتزاز والإعتداءات ضد المثليين والمثليات من قبل قوات الأمن.

وتحدثت مراسلة بي بي سي في نيجيريا مايني جونز، إلى ثلاثة مثليين عن حياتهم اليومية والصعوبات التي يواجهونها في هذا البلد. (تم تغيير أسماءهم لحماية هوياتهم).

سكب الزيت

خضعت أبونانو طوعاً لما يسمى بـ “علاج المتحولين”، وشرحت لبي بي سي العلاج الذي خضعت له بالقول: “رفعت ساقَيَّ، وصبّوا الزيت في مهبلي”.

وتضيف: “لا أعرف ماذا كان يحتوي خليط الزيت لأنه كان حاداً نوعاً ما، وأزعجني بشدة”.

لم تكن أبونانو مقتنعة تماماً بالنتائج التي قد يحققه العلاج. “بالنسبة لي كان هذا انتهاكاً لجسدي، فما علاقة المهبل بالخلاص من المثلية؟”.

“لم أكن أعرف الكثير عن ذلك وقتها، كنت على استعداد لفعل أي شيء للتخلص من شعور الانجذاب إلى نفس الجنس، كما كنت مستعدة لفعل أي شيء يجعل ذلك الشعور يختفي”.

التعرّض للضرب لمدة ثلاثة أيام

عندما أخبر صموئيل عائلته أنه يشعر بالانجذاب نحو الرجال، كان رد فعل شقيقته سيئاً.

“الكل يراني مقيتاً، وأنه لا يجب أن أكون حياً”.

ويتابع: “لقد نشأت وترعرعت في عائلة مسيحية متدينة جداً، تؤمن بأن العلاقات بين الأشخاص من نفس الجنس عمل شيطاني”.

كما أن شقيقته استدعت قديساً، أجبر صموئيل على الخضوع لعلاج المثليين.

“لقد جاءنا على فترات متقطعة لإخضاعي لجلسات علاج روحية، شملت تجريدي من ملابسي وجَلدي بالسوط وأشياء أخرى من هذا النوع”.

“في اليوم الأول، قام بذلك سبع مرات تقريباً ولفترات متقطعة. كرر ذات الشيء في اليوم الثاني، فأصبح عدد المرات 14 مرة”.

لقد تلاشت قدرته على تحمل الألم، وانهار كلياً. وفي اليوم الثالث، سقط مغشياً عليه من شدة الألم.

“أنا إنسان”

يصف غابرييل مواجهته مع الشرطة قائلاً: “إنه أمر مخيف جداً أن تكون مثلياً في نيجيريا”.

ويضيف: “ليس مطلوباً منك أن تقبل بي كشخص مثلي، لكن عليك أن تفهم ذلك الشعور. لمجرد أنك حاولت الهرب، ينتهي الأمر بك مقيداً ومخطوفاً ومحشوراً في سيارة”.

ويقول نشطاء، إنه بعد سنّ قانون 2014، كان هناك نمط واضح من استهداف واضطهاد المثليين.

ويضيف: “لم أكن حتى أعلم ما إذا كانوا رجال شرطة أم لا، لأنهم لم يكونوا يرتدون الزي الرسمي. بل كانوا يرتدون قمصاناً سوداء”.

من غير المقبول حشر أشخاص في سيارات وتهديدهم بالاغتصاب.

ليس مطلوباً منك أن تحب المثليين، لكن يجب عليك كإنسان محترم، أن تفهم أن هناك حدوداً لا ينبغي تجاوزها”.

ويأمل غابرييل بحدوث تغيير اجتماعي قائلاً: “أنا لا أطلب الكثير، أطالب فقط بأشياء بديهية، أرجو أن تفهم بأني إنسان مثلك تماماً، ولدي حقوق إنسان أساسية”.

bbc

Exit mobile version