للمرأة مخزون كبير من المعلومات عن كيفية التعامل مع الرجل، ربما لأنها في الأساس (أمه)، وهذه تُعَد من إحدى مزاياها العديدة، ورغم أن معلوماتها وآراءها عن الرجال قد تكون أحياناً مثيرة للجدل أو تبدو منطقية في أحيان أخرى، إلا أنها دائماً مغطاة بغلاف عاطفي، وهذا ما يُرهقها في علاقتها بالرجل. بالمقابل يقف معظم الرجال حائرين وعاجزين عن فهم المرأة وتقلباتها، ومن أجل زيادة معلومات الرجل عن المرأة أوردت جمعية المرأة البرازيلية ثماني حقائق عن المرأة، وشدّدت على أنه يجب على الرجال أن يحاولوا الإلمام بتفاصيل النساء، لذلك عليهم مناقشة هذه الحقائق الثمان، وتداولها مع الآخرين في مجتمعهم (الرجالي)، لعلهم يصبحون أكثر وعياً وتفهماً لطبيعة المرأة، وبذلك يتجنب الكثير منهم النقاشات العقيمة، والعجز عن التواصل مع نسائهم واتهامهن بالغرابة والغموض، وبالتالي يتمكنون من تجاوز مشاكلهم الزوجية أو البراعة في التعايش معها، ولكل الرجال الذين يتهمونني بالانحياز لبنات جنسي أورد هذه الحقائق عساها تعود عليهم بالفائدة وتفك الشفرة النسائية ولو جزئياً: .1 أعلم أن العلاقة بين أمك وزوجتك ستكون دائماً متأرجحة، ولن تستمر على منهج واحد ولن تكون دائماً على ما يرام، لأن الحب الحقيقي فيها معدوم ويشوبها صراع خفي ومنافسة مبطنة أو ظاهرة أحياناً حول من منهما قادرة على التحكم بك والتأثير عليك والهيمنة على شخصيتك ونوال فائق حبك واحترامك، وهذه حقيقة تقليدية كائنة منذ الأزل رغم أنها قد أصبحت في وقتنا الحاضر أخف وطأة وأقل حدة. .2 العلاقة الحميمة ستقل حتماً بعد الزواج، وهذا لا يعني أن محبة زوجتك لك قد قلّت أو زالت، ولكن اهتماماتها تبدأ بعد الزواج في الانقسام بين أشياء عدة لا سيما بعد الحمل والولادة، إذ تتبدل الأولويات الفطرية عند المرأة فلا تستغرب أو تستنكر هبوط طاقتها الحميمة وحاول أن تستوعب الأمر بوعي وحنان حتى لا يتحول إلى أزمة زوجية. .3 قد تبدأ زوجتك في تفضيل أشياء أخرى عليك، فربما تلاحظ حرصها على الذهاب إلى (الحنانة) أكثر من حرصها على قضاء بعض الوقت معك، أو تراها تهتم بالزيارات الاجتماعية والاعتناء بنفسها أكثر من اهتمامها بتفاصيلك، وأرجو ألا تفقد أعصابك وتحلى بالصبر، لأن الأمر غير متعمد ونواياها سليمة ولكنها الفطرة الأنثوية. 4. قد تتحفظ المرأة في البوح عن تراجع إعجابها بك، واستنكارها لشكلك الخارجي أو بعض تفاصيلك المزعجة، لذلك يجب أن تعلم أنها لا تحب زيادة وزنك بصورة ملحوظة أو إهمالك لهندامك وأناقتك أو رائحة عرقك وفمك الكريهة، ولا تفترض أن هذه تفاصيل صغيرة ستصبح عادية بالنسبة لها، فبذات القدر الذي تتوق فيه ـ سيادتك ـ لامرأة دائمة الرشاقة والجمال تفوح منها الروح الطيبة، تتمنى زوجتك أن تكون دائم الجاذبية في نظرها. .5 وحسب الدراسة فإن معظم النساء يشعرن بالضجر من سلوك أزواجهن غير المهذب، كإلقائك لملابسك وأشيائك في جميع الاتجاهات وعدم ترتيبك لحاجياتك وتأخرك في الحمام لزمن طويل حتى يبرد الطعام أو عدم ترحابك بصديقاتها وأهلها وإعراضك عن الخروج معها واعتمادك الكلي لها ومعاملتها على أنها جارية وأنت مولاها المفدّى. .6 المرأة أيضاً لا تحب خروجك كثيراً مع أصدقائك حتى أوقات متأخرة، لأن فطرتها الأنثوية تفترض أن في الأمر حتماً ما يريب، فلا تحاول أن تقنع زوجتك بأن خروجك إلى أصدقائك أو مناسباتك الرجالية وبقائك هناك حتى وقت متأخر من الليل كان لأسباب بريئة فهي لن تقتنع حتى وإن كانت تلك هي الحقيقة، وأرجو أن تجتهد في الالتزام بحياتك الزوجية قدر الإمكان مع الاحتفاظ بصداقاتك في حدود معقولة لا تضر بزوجتك. .7 أكثر ما تكرهه المرأة ـ مهما كانت درجتها العلمية أو معدل ثقافتها ـ مدحك لامرأة أخرى غيرها حتى وإن كان مدحاً عابراً كأن تشير إلى أن فلانة امرأة محترمة أو علانة زوجة ممتازة أو (فرتكانة) ناجحة أو أنيقة أو رقيقة أو رائعة، وإيّاك أن تمدح زميلتك في العمل مهما كانت الأسباب، لأن في ذلك مصدراً غنياً للغيرة والشكوك في نفس المرأة حول وجود علاقة خاصة بينكما قد تؤدي لعواقب وخيمة أنت في غنى عنها. .8 أخيراً.. لا تصرخ في وجه زوجتك لتسكتها بينما يتحدث المعلق الرياضي أو السياسي في التلفاز، ففي هذا إحراج وتجريح للمرأة شريكة حياتك التي ترى أنك تهتم بكرة القدم وأحاديث السياسة الجوفاء أكثر منها ومن أحاديثها التي تتعلق بحياتكما الزوجية، وهذا يتسبب في إحباطها وتأليمها دون أن تشعر أنت بذلك أو تتعمده.
تلويح: أولِني اهتمامك.. وامنحني المزيد، أخلص وأفي ليك، للحد البعيد!
داليا الياس
الصيحة