لماذا زار حمدوك ولاية كسلا صباح اليوم؟!
الإجابة على السؤال تريحنا من عناء ملاحقة الشائعات والصور الكثيفة التي صاحبت خبر وصول الرجل إلى درة الشرق والتي عاد منها وفده الميمون وهم يتلاومون على زيارة كادت أن تتحول إلى كارثة..
سافر حمدوك ليفتتح مصنع علف بمنطقة السواقي الجنوبية.. محطة الرملة .. المصنع يتبع لمواطن مستثمر في مجال الأعلاف من حر ماله.. المصنع تم افتتاحه قبل شهر من تاريخ اليوم.. حضر الافتتاح والي كسلا الذي هتفت الجماهير هناك مطالبة بسقوطه.. والذين هتفوا يمثلون مكوناً قبلياً مهماً يتم اقصاؤه عن قصد وإبعاده عن المشاركة في إدارة الشأن السياسي في ولاية كسلا..
زار حمدوك كسلا لافتتاح طريق بطول 2 كيلو متر داخل مدينة كسلا.. الطريق تمت صيانته على عجل وأيضاً تم افتتاحه على يد والي الولاية قبل فترة..
سافر حمدوك إلى كسلا لطي ملف مشكلة البنى عامر والنوبة.. مشكلة حدثت قبل 5 أشهر.. انتبه لها المحيطون برئيس الوزراء قبل ثلاثة أيام من زيارته ووضعوها ضمن برنامج الزيارة..
ماحدث اليوم أن رئيس وزراء الحكومة الانتقالية مكث زهاء الساعتين محاصراً داخل مقر أمانة الحكومة الذي دخله من البوابة الخلفية لأن الجماهير الغاضبة من تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بكسلا أغلقت المدخل الرئيسي لأمانة حكومة ولاية كسلا..
لم يلتقي حمدوك قوي الحرية والتغيير بكسلا لأنهم منقسمون هناك لثلاث مجموعات تلعن بعضها بعضاً ويدعى أي طرف منها أنه أولى بمقابلة حمدوك من غيره..
عاد حمدوك إلى الخرطوم برفقة وفد المقدمة الذي سبقه إلى هناك دون أن يتمكن من تنظيم لقاء شبابي أو ديني في أي قاعة أو ميدان من ميادين كسلا التي ترقد على مشاكل الوقود.. والخبز وبؤس القيادات الجديدة التي تسيدت المشهد السياسي من جوبا إلى جبال توتيل!!
عاد حمدوك إلى الخرطوم بعد أن رأى بياناً بالعمل أن حكم السودان ليس نزهة.. وأن القيادات المصنوعة أمثال البوشي ونصرالدين مفرح لن تقطع للرجل (فرقة).. هنالك فرق بين الكوادر الحية.. ومجموعات الناشطين التي تعرف الصراخ والشتيمة في الأسافير.. لكنها تعجز أن تفكر كيف تفك الحصار عن حمدوك وهو معتقل لمدة ساعتين داخل مقر حكومة ولاية كسلا الجريحة!!.
عبد الماجد عبد الحميد