” وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ” هكذا استهل الدكتور طه بكري، أستاذ أمراض الصدر والباطنة بجامعة الأزهر، حديثه عن تأثير الوضوء على وقاية المسلم من الأمراض بشكل عام، ومرض كورونا بشكل خاص، حيث أكد في حديثه إلى مصراوي أن العبادات لم تفرض عبثًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، فالوضوء ليس عبثًا كذلك.
وأكد بكري أن غسل اليدين خمس مرات في اليوم ثلاث مرات، يحفظ الإنسان ويحميه من الأمراض، وليس هذا فقط بل الأكثر والأقوى منه، يقول أستاذ أمراض الصدر والباطنة بجامعة الأزهر، إن الوضوء يشتمل على تنظيف كل فتحات الهواء في رأس الإنسان في مضمضة الفم، وهو مصيدة للميكروبات والبكتيريا، وكذلك في استنشاق الأنف، وغسل الأذن، والعينين التي يتم تنظيفهما مع غسل الوجه، فكل هذه فتحات في رأس الإنسان يدخل منها الهواء، وفي الوضوء يتم تعقيم اليدين أولًا، ثم الفم، والأنف والعينين والأذن، يقول بكري مؤكدًا: “فالوضوء لم يشرع حتى يتعبنا فقط وإنما شرع ليحافظ على صحة المسلم وحياته، فرائحة فم المسلم دائما جيدة لأنه يستنشق ويتمضمض ثلاث مرات مع كل وضوء في الصلوات الخمس”.
“الإسلام دعا إلى النظافة والطهارة” يقول بكري موضحًا أن الطهارة التي فرضها الإسلام على أتباعه ليست أن يرتدي الإنسان ملابسًا نظيفة فقط، بل هي طهارة فعلية، فالوضوء يغسل الميكروبات بتكراره عدة مرات يوميًا، وهو يقي من أمراض كثيرة وهو أمر ثابت علميًا، حسب تعبيره، واستشهد بكري بقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الوضوء: “َرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟”
وأوضح بكري: الدرن هنا ليس الذنوب، ولكنها الميكروبات الموجودة في الفم والأنف والأذن والعينين، وروى أن النبي قال أيضًا إن بالوضوء يمحو الله سبحانه وتعالى الخطايا، في إشارة منه إلى حديث مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “أَلا أَدُلُّكُمْ عَلى مَا يمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلى يَا رسولَ اللَّهِ. قَالَ: إِسْباغُ الْوُضُوءِ عَلى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخطى إِلى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعْد الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرِّباطُ، فَذلكُمُ الرِّباطُ”..رواه مسلم. فالوضوء إلى جانب أنه يقي من الأمراض ويطهر الميكروبات، يقول بكري، فهو يمحوالذنوب ويطهر النفس أيضًا.
مصراوي
-
-
-
-
-
-
-
-
