*التهمة عضو مكتب قيادي !!*
إذا كان خبر الحجز على أرصدة و ممتلكات جميع أعضاء المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني المحلول صحيحاً ، فإن لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 89 التي يرأسها الفريق “ياسر العطا” ، تكون قد ارتكبت جرماً عظيماً ، و وقعت في الإثم و العدوان ، بالتعدي على حقوق مواطنين سودانيين (بالجملة) بجريرة انتمائهم السياسي و عضويتهم في هياكل حزب !!
كيف يتأتى لهذه اللجنة أن تحجز على ممتلكات و حسابات شخصية ل(60) شخصاً (حجز جماعي) ، دون اتهامات واضحة و مفصلة ، و التهمة أنهم أعضاء بالمكتب القيادي للمؤتمر الوطني بينما غالبيتهم لم يكونوا لا وزراء .. و لا دستوريين عند سقوط النظام !! هل هكذا تُرسى العدالة و تقوم دولة القانون؟! وهل استطاعت لجان التحقيق المختلفة اثبات تهمة الفساد المالي على أيٍ من المعتقلين في سجن كوبر منذ (11) أبريل و حتى اليوم فأحالته إلى المحكمة؟
كيف تحجز على بيت السيدة الفاضلة المحترمة “رجاء حسن خليفة” في ‘الفتيحاب” بأطراف أم درمان .. فقط لأنها عضو مكتب قيادي؟ كيف تحجز على بضعة ألوفات قد تجدها و لا تجدها في حساب الطاهرة العفيفة الشريفة “سامية أحمد محمد” التي عندما كانت وزيرةً للرعاية و الضمان الاجتماعي لسنوات و تحت تصرفها مئات المليارات من الجنيهات في صندوقي التأمينات و المعاشات، وآلاف القطع و الفيلات الفاخرة في مخططات جهاز استثمار الضمان الاجتماعي ظلت ترفض أن تنال (متراً واحداً) في تلك المخططات التي قطنها معارضون مناضلون !!
لو كانت لجنة التفكيك و قادة (قحت) يتوهمون أن عامة الشعب ينتظر قراراتهم (الثورية) بلهفة و يصفق لها بحرارة ، كلما صادروا ممتلكات أحد قادة (الإنقاذ) أو حجزوا على ماله ، حتى لو كان شريفاً عفيفاً نظيفاً وفيهم كُثر أطهار و أشراف ، فإنهم لا يعلمون و لا يعلمون أنهم لا يعلمون أن الشعب قد غادر هذه المحطة قبل شهور ، و لم يعد يعنيه من حكومة (قحت) غير توفير الخبز و البنزين و الجاز و الغاز ، فلا تصنعوا كذبات الحسابات الموجهة بالضجيج في (فيس بوك) و الحملات المُموّلة (دولاراً) للرقص على مسرح العبث السياسي و التصفيق لتجريدة “الدفتردار القحتاوي” الانتقامية .. ثم تصدقوا كذباتكم !!
العدالة تقتضي أن توجه اتهاماً محدداً بالفساد بأدلة و براهين لشخص محدد، فإذا توفرت البينات المناسبة ، يُحال المتهم إلى المحكمة ، فتدينه أو تبرئُه، لكن لجان (قحت) تعلم علم اليقين بأن المتهمين المستهدفين بالعدوان السياسي ستبرؤهم المحاكم الطبيعية ، لما عُرف عن قضائنا من نزاهة و استقامة و التزام بنصوص القانون ، و لذا فإن الطريق الأسرع للاقتصاص هو لجان التفكيك !!
اتقوا الله في خصومكم .. فإنهم لم يصادروا أموالكم و بيوتكم و لم يعتقلوا نساءكم، عندما كان حُكاماً ، بل أثرى بعضكم ثراءً فاحشاً في عهدهم.
اتقوا الله في أنفسكم ، فلو دامت لهم .. ما آلت إليكم .
الدنيا دوّارة و الأيام دُولٌ ، و لا دائم في حكمٍ إلاّ وجه الله .
أطلقوا سراح السيدة “وداد بابكر” ما دامت البينات لا ترقى لمستوى الإحالة للمحكمة .
أوقفوا إجراءاتكم المزمعة للانتقام الجماعي .
جمعة مباركة .. سيادة الرئيس “البرهان” .
الهندي عزالدين