التقى وفد من صندوق النقد الدولي بالحكومة اللبنانية، وفاجأها بأنه منح الحكومة اللبنانية حرية التصرف إذا ازمتها الاقتصادية بمرونة عالية. ولا شك أن تلك المرونة من الصندوق مردها الضربات الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ومحاولة تهيئة الرأى العام اللوقوف على الحياد.
في ذات الوقت؛ وبعد رهن حمدوك كل السودان لبعثة دولية لتحكم السودان، وبالتأكيد عدم الرد عليه، فإن أمريكا بدأت المرحلة الرابعة من خطتها حيث زادت من ضغوطها على السودان وفرضت حوالى ثمانية مليارات دولار كتعويضات قضائية لا يتم (مجرد التفكير في رفع الحصار) إلا بعد دفعها رغم انها تدرك أن الوضع الراهن لا يسمح لرئيس حكومة الحمام الغمران أن يدفع ثمن جركانة بنزين.
وزير المالية بدوره أعلن عجزه تماماً.
وهكذا فالسفينة اليوم تسير ببركة الله فقط.
الأوروبيون والأمريكان (راقدين ليهم فوق راي). والواضح أن الدولة اليوم محاطة بوحوش لا ترحم..
دول مجاورة تنتظر إنهيار السودان بأي شكل، دول اوروبية وامريكية تتلاعب بحمدوك، صناديق التمويل الدولية تفرض شروطاً تعجيزية.
أي أن القيد قد أُحكِم خناقه على رقبة الشعب السوداني تماماً.
تواجه الدولة ليس فقط بحاجتها إلى الطاقة (بنزين وجاز ودقيق)، بل للأهم من ذلك وهو الدواء. فانعدام الدواء يعني تفشي الأوبئة والموت المجاني لآلاف المرضى وخاصة الأدوية المنقذة للحياة.
هذا فضلا عن حاجة الدولة لتوفير مرتبات مليارية لموظفي الحكومة وهم الغالبية العاملة.
خلال بضعة اسابيع قادمات – سيتم الساعة الثامنة مساءً- إعلان السودان دولة مفلسفة، وفي صباح اليوم التالي، ستكون الشوارع صامتة كالقبور، لا سيارات ولا شرطة ولا وزارات ولا مدارس ولا مستشفيات، ستتجمد الحياة كما حدث في اليونان وقبلها الأرجنتين.
هنا ستبدأ اللعبة الأمريكية الأوروبية الإماراتية:
ستحدث عمليات تهريب واسعة النطاق للعملة الحرة والذهب وهكذا ينهار الجنيه تماماً.
ستبدأ الولايات المتحدة بإصدار أوامر للدول العربية الغنية بضخ بضعة ملايين ولكن لمن؟
ملايين الدولارات لن تضخ لمشاريع اقتصادية أو تودع في البنك بل سيتم ضخها لمؤسسات مالية خاصة..
ستظهر هنا ثلاث قوى رأسمالية تستحوذ على الدعم الأمريكي:
مؤسسات أسامة داوود.
مؤسسات ابراهيم مو الذي سيعود للسودان للتبشير بنفسه مسيحاً جديدا.
ابراهيم الشيخ الواجهة الليبرالية.
ومؤسسات أخرى هامشية.
تماماً كما حدث في اليونان.
وستبقى مشكلة الديون المضمونة سيادياً.
حيث سيتم شراؤها من دول الخليج مقابل قطعة من الكيكة غالباً ما ستتمثل في موانئ السودان البحرية والتي ستستأثر بها الإمارات… وهكذا سنكون قد عدنا إلى ما قبل الاستقلال. والعود أحمد.
يمكننا الآن ان نفهم كل تداعيات اللعبة منذ عام ٢٠١٤ والتي تحدثت عنها في ذلك الوقت. أي منذ فصل الجنوب. حيث انطلقت صافرة الحكم وبدأ الإنحدار.
الشخصيات التي لعبت ادواراً مؤثرة في الداخل وبعضها لا زال يلعب..ستنال القليل من الفتات.
فترقبوا ما:
ستعتقدونه اليوم خيالاً
وتروه رأي عين في الغدِ.
د.أمل الكردفاني