كشفت هيئة الطب العدلي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم عن اكتظاظ المشارح ، وأن الولاية بها 3 مشارح فقط سعتها أقل من 100 جثة، حاليا بها أكثر من 350 جثة، وذلك بسبب قضية المفقودين، حيث تم حفظ المجهولين لحين اكتمال إجراءاتها.
وقال د. هشام محمد صالح فقيري مدير هيئة الطب العدلي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم – خلال مؤتمر صحفي عقده بالوزارة اليوم – إن المشارح تتحمل فوق طاقتها، وأن السعة الاستيعابية لثلاجات ولاية الخرطوم لاتكفي ، لذا شدد وزير الصحة الاتحادي على الهيئة برفع حوجة المشارح لكل الولايات وحصر عدد الثلاجات المطلوبة في السودان وتكلفتها لإجازته في أقرب وقت ، مشيراً إلى أن نسبة التشريح في المشارح حوالي 25٪، لافتا إلى أن هناك 300 جثة لمجهولي الهوية؛ لذا فكرنا في إنشاء مركز لمجهولي الهوية حتى يتم التعرف على أي مجهول ، وأضاف؛ سنخصص مدافن للمجهولين حتى لا يدفن مجهولو الهوية في مدافن جماعية (مطمورة واحدة) بجانب وضع رقم وديباجة من مادة البلاتين لكل مجهول ، إضافة لعمل ملف خاصة لكل جثة به رقم البلاغ ويكون هناك كود للمقابر.
وحول المفقودين قال هشام: هناك لجنة مختصة من النيابة العامة للتحقيق في مفقودي فض الاعتصام وهي الآن تعمل ، وأضاف قائلا: نحن في الطب العدلي يهمنا حفظ جثامين مجهولي الهوية لحين اكتمال الاجراءات القانونية.
وقال هشام نعمل على خلق بيئة جاذبة ومحفزة للأطباء والعاملين في مجال الطب العدلي لتحسين الأوضاع المزرية؛ بجانب فتح باب التدريب.
من جانبه؛ قال د. عصام أحمد علي نائب رئيس هيئة الطب العدلي؛ مستشار الطب العدلي والأنسجة الإكلينيكية : نحن نسعى الى إزالة التقاطعات مع الجهات ذات الصلة، لجهة أن عمل المشارح ليس مقصورا على المشارح ؛ مما يتطلب إجراءات شرطية وعدلية ومن ثم تطويرها الى شركات ، لذا لابد أن تكون القوانين متوافقة حتى لا يحدث خلل وربطها بتشريعات دقيقة ومنظمة ، كاشفا عن الحوجة الى 160 اختصاصيا شرعيا بالسودان ، حيث أن العجز في الطبيب الشرعي نسبته 90٪ ، وأضاف يوجد الآن 18 اختصاصيا بالسودان ، 12 منهم بولاية الخرطوم، واختصاصي واحد بكل من ولاية بورتسودان ، كسلا، القضارف ، سنار ، غرب كردفان ، وولاية نهر النيل، وحسب المعايير العالمية فالطبيب الشرعي الواحد يقوم بتغطية الخدمة لـ 250 الف نسمة.
وأشار د. عصام إلى أن عدد الجثث التي دخلت مشارح ولاية الخرطوم (بشائر، امدرمان، الأكاديمي) خلال عام 2019 بلغت حوالي 4 آلاف جثة مجهولي الهوية ، وتم تشريح 3 آلاف جثة أغلبهم بحوادث مرور.
وأوصت ورشة تطوير الطب العدلي في السودان التي انعقدت بفندق كورال بالخرطوم في 22 فبراير الجاري بإعادة تأهيل المشارح لمعايير مناسبة وزيادة سعتها التخزينية وتجهيزها للتدريب والاعتماد، وخلق بيئة جاذبة ومحفزة للأطباء والعاملين في مجال الطب العدلي؛ بجانب تأسيس معامل طبية متكاملة خاصة بالهيئة ، فضلا عن تخصيص مدافن للمجهولين بصورة علمية ، بجانب تأسيس وحدة لطب الأسنان العدلي تعنى بالاستعراف وتأسيس مراكز للتعرف على ضحايا الكوارث والمفقودين ومجهولي الهوية، وتأسيس مراكز السموم الوقائية، التشخيصية، بأجهزة التصوير الطبي والمعامل الحديثة، وفتح أبواب التدريب والتأهيل للاختصاصيين والكوادر المساعدة.
سونا