اعلن نادي القضاة السوداني رفضه لما وصفه بالحملة المسعورة الموجهة ضد رئيس القضاء خلال اليومين الماضيين، واتهم جهات بالوقوف خلف تلك الحملة وأكد أن تلك الجهات معلومة مدعومة في ذات الوقت بزمرةٍ من مناصري النظام السابق. وقال نادي القضاء في بيان له تحصلت الجريدة على نسخة منه يصوِّر أصحاب الحملة أن رئيس القضاء أبدت اعتراضاتها القانونية على مشروع “قانون مفوضية إعادة بناء المنظومة الحقوقية والعدلية” وكأنها لم تحرك ساكناً في طريق الإصلاح!. واردف لعل ما يدعو للأسف أن الداعمين لهذه الحملة لم يكتفوا بعدم التزامهم جانب الصدق والأمانة فحسب، بل ذهبوا في اتجاه ممارسة أساليبٍ قصدوا من ورائها خداع الشارع بطر ْقِهِم على وترٍ زائف مدعين فيه أن رئيسة القضاء عارضت القانون دون مبرر.
ودافع نادي القضاة عن رفض رئيسة القضاء مشروع قانون مفوضية إعادة اصلاح المنظومة الحقوقية وبرر ذلك لان الاعتراض على القانون كان من وجهة نظر أنه يجعل الإدارة الفعلية للسلطة القضائية من نصيب السلطة التنفيذية بحيث تكون هي التي تعين القاضي وتفصله وتقوم بترقيته ونقله بدون ضوابط أو معايير.. واعتبر ان ذلك يعد استنساخاً لقانون الصالح العام الذي أطاح بخيرة القضاة في العام 1989م، وعد ان ذلك يمثل مساساً حقيقياً باستقلال القضاء. واشار الى ان أوجه الخلاف تمثلت في وجهات النظر في الكيفية التي تتم بها الاصلاحات، ولم تكن الأهداف محلاً للخلاف.
وجدد نادي القضاة ثقته في رئيسة القضاء ودورها في اصلاح القضاء وزاد بدأنا نشعر بتعافي السلطة القضائية، لكننا ومع ذاك سنضطلع بدورنا كاملاً لنكون مراقبين ومقومين، مع التأكيد على أننا سنقف ضد أي تدخل أو مساس بأول رئيس قضاء منذ ثلاثين عاماً يحارب الفساد ويسعى إلى بسط هيبة القانون وتحقيق العدالة.
وفند ما أثير حول التسجيل الصوتي المنسوب لرئيسة القضاء وذكر حاول البعض تصويره كما ولو كان يمثل خصماً عليها، لكنهم لم يدركوا أنه يمثل رصيداً إضافياً يعزز من الثقة في رئيس القضاء بما يدلل على عدم توانيها في الكشف عن الفساد ويبرهن على أنها شرعت فعلاً في محاربته.
وأكد دعمه لما اتخذته رئيسة القضاء من خطوات فعلية في محاربة الفساد وإصلاح السلطة القضائية خلال الفترة الماضية، وتابع سنظل على مواقفنا هذه طالما أنها تواصل سعيها المقدر في محاربة الفساد و اجتثاثه من جذوره، وإننا نتابع ونراقب مسيرة الاصلاح، كما أننا نترقب صدور قرارات وشيكة من رئيسك القضاء في ملفات عكفت خلال الفترة الماضية على دراستها بغية الوصول فيها إلى قرارات حاسمة.
الخرطوم سعاد الخضر
صحيفة الجريدة