تقارير تكشف لأول مرة… مخدر “الحشيش” يمكن استخدامه في “تزييف” ذكريات أي شخص

كشفت دراسة جديدة كيف يؤثر تناول مخدر “القنب” أو “الحشيش” بصورة مباشرة على أنشطة الدماغ الرئيسية، والتي يكون من أبرزها “الذكريات الزائفة”.

ونشرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية تقريرا حول التأثيرات الدماغية لاستخدام مخدر “الحشيش”، والتي اكتشف الباحثون أن أبرزها مضاعفة “الذكريات الزائفة”، والتي تصل إلى حد رسم سيناريوهات من الواقع الافتراضي، وفقا لما ذكره مؤلف الدراسة، جوهانس راماكرز، أستاذ علم النفس النفسي بجامعة “ماستريخت” في هولندا.
وقال راماكرز: “الذكريات الزائفة، هي تذكر شيء لم يحدث أصلا أو ذكريات مختلفة عن الطريقة التي حدثت بها، وغالبا ما يتم تحفيزها بواسطة مقترحات الآخرين”.
وتابع بقوله: “كلنا عرضة لتشكيل ذكريات زائفة، بغض النظر عن تعاطي القنب”.

واستمر بقوله: “قابلية حدوث الذكريات الخاطئة تزداد مع القنب. وفي ظل تناول القنب، يمكن للمستخدمين بسهولة قبول الحقائق المزيفة للذاكرة الحقيقية”.

ولفتت إليزابيث لوفتوس، أستاذة علم النفس في قسم علم الجريمة بجامعة كاليفورنيا، إلى أن تلك الدراسة مهمة للغاية، خاصة وسط محاولات عدد من الولايات الأمريكية إلى إضفاء الشرعية على الماريغوانا والحشيش، والتي يمكن أن تلعب زيادة الذكريات الخاطئة دوراً أكبر في المسائل الجنائية.

وقالت لوفتوس إن

“هذا العمل الجديد يوحي أن السلطات بحاجة إلى توخي الحذر عند إجراء مقابلة مع شخص ما”.
وتابع بقوله: “يجب عليهم التفكير في إزالتهم من موقف قد يتعرضون فيه لمعلومات يمكن أن تلوث ذاكرتهم”.

وهناك احتمال إنشاء ذكريات خاطئة تؤثر على الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل.

وقالت لوفتوس، التي اكتشفت المفهوم النفسي المسمى “تأثير التضليل” إنه من السهل جداً تشويه الذاكرة للحصول على تفاصيل الحدث”.

عملية “تزييف” الذكريات ليست وليدة اليوم، بل بدأت الاختبارات عليها منذ التسعينيات.

وأوضحت لوفتوس: “أمر واحد يجعل الناس يعتقدون أن الجاني كان يرتدي سترة بنية اللون، بدلاً من سترة خضراء”.

وتابعت:

“لكن السؤال الذي ليست له إجابة، هل يمكن زرع ذكريات غنية خاطئة بالكامل في الذهن عن شيء لم يحدث؟”.
وأضافت: “في واحدة من أولى الدراسات التي أجريت حول هذا [الموضوع]، جعلنا الناس يتذكرون أنهم فقدوا في أحد مراكز التسوق كأطفال، وكان لا بد من إنقاذهم ولم شملهم مع أسرهم على الرغم من أن ذلك لم يحدث مطلقًا”.

وقالت لوفتوس إن باحثين آخرين ذهبوا إلى أبعد من ذلك عبر زرع ذكريات تعرضهم “لهجوم من قبل حيوان شرير عندما كانوا أطفال؛ أو تعرضهم لحادث داخلي أو خارجي خطير”.

ولكن أوضحت الباحثة الأمريكية أنه من السهل تشويه الذكريات للحصول على تفاصيل مضللة، لكن الجهد الأكبر في زرع إحدى الذكريات المزيفة الغنية، أمر غاية في الصعوبة.

أما بالنسبة للدراسة الجديدة، فقال راماكارز:

“الحشيش ينشط مستقبلات في الحصين، وهو مركز الذاكرة في الدماغ، التي تنتج عنها إشارات تجزء الأفكار وتخفيف الارتباطات بينها وزيادة التشتت”.
وأتم راماكرز بقوله: “هناك أدلة حقيقية على أن الاستخدام المزمن للحشيش يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستمر في وظيفة الذاكرة المعرفية، حتى بعد الامتناع عن تعاطيه لفترة طويلة”.

سبوتنيك

Exit mobile version