* ما أطلق أحد رجال النظام البائد تصريحاً إلا وكان وعداً كذوباً حتى ولو أدلى به أمام البرلمان، فلعنة الله على تلك الأيام التي أوردت بلادنا موارد الهلاك والضياع والهوان..!
* في يوم (الأربعاء الخامس عشر من نوفمبر 2017م) وقف وزير النقل وقتها مكاوي محمد عوض معلناً شراء الخطوط الجوية السودانية طائرتين إيرباص بتكلفة (60 مليون دولار) بتمويل صيني، موضحاً أيضاً تأهيل طائرتين؛ وزيادة أسطول سودانير ليصل سبع طائرات بحلول العام 2018 الذي تبقى لمقدمه خمسة وأربعين يوماً فقط.
* قلنا وقتها ما أجمل أن تقرأ خبراً عن (شراء) الحكومة لطائرتي إيربص وقطارين ركاب من الصين في زمن بات (البيع) عنوانه العريض ..!
* شراء الحكومة لطائرتي إيربص وقتها جعلني أتذكر طرفة قديمة، فضحكت بألم و(شر البلية ما يضحك) ..!
* الطرفة تحكي عن “شافع جنو تعليقات ومقابضة.. جارتهم ولدت ولد (بدون أضنين).. أمو ساقتو معاها وحذرتو.. قالت لي شوف يا نزار لو قلت الولد دا ما عندو اضنين (بقطع رقبتك).. يعني الأم بقت لي ولدا زي (مقص الرقيب)..!
المهم الشافع مما شاف المولود بدون أضنين والتعليقات واقفة ليهو في حلقو.. وامو تشيل وتحدِّر ليهو.. قام الود بحرفنة قال لأم المولود (انتِ يا خالتو فوزية ولدك دا بشوف).. قالت ليهو (آيوه بشوف الحمد لله).. وواصل الشافع في العباطة (بعد عشرة سنة.. تقول ليهو بشوف.. طيب بعد عشرين سنة.. تقول ليهو آيوه يا ولدي بشوف.. طيب بعد ستين سنة.. قالت ليهو: بشوف يا نيزو يا ولدي لكن إحتمال يلبس نضارة .. الشافع أداها ضحكة خبيثة وقال للأم : (طيب نضارتو دي بختها وين ؟).
* ونحن لم نكن نريد سؤال حكومة النظام البائد عن المكان الذي سيضع فيه (إبن فوزية) نضارته بعد عمر طويل، ولكننا فقط كنا نسألهم عن الجهة التي ستتبع لها طائرتي الإيربص وتكون بحوزتها ومسؤولة عنها حتى يستفيد منها الناس في حلهم وترحالهم، متمنين الا يقولوا لنا أن الطائرتين ستنضمان لأسطول (الناقل الوطني) ..!
* لو أشترى النظام البائد للناقل الوطني 150 طائرة (بوينج 777X) بالإضافة إلى حقوق شراء 50 طائرة أخرى من الطراز ذاته كما فعلت (طيران الإمارات) لتبخرت الطائرات واحدة تلو الإخرى؛ وتحولت الشركة للتأجير؛ وباعت خطوطها عالية القيمة؛ وتمسكت بالمبنى والحطام و(المواسير) ..!
* كل ما تميزت فيه سودانير في ظل حكومة غارقة في الفساد هو محاولة تغبيش وعي الرأي العام، ورفض الإتهامات التي ظلت تلاحقها عن الفساد منذ أمد طويل، وهي للأسف تفشل في (التطور؛ وتوسيع رقعة الطيران؛ وضبط أوقات الرحلات؛ ونيل ثقة الناس في الحل والترحال) وتنجح فقط في (البيع والمغالطات والإنكار) .!
* إنكار الإتهامات التي أحاطت بسودانير إحاطة السوار بالمعصم لم ينجح في إقناع الرأي العام، ولكنه فقط حولها إلى (ناكر) وطني ..!
* فقدنا في عهدهم الأسود (خط هيثرو) ومن قبله ثقتنا في (الناقل الوطني)، وتراجعت سودانير بصورة مثيرة للدهشة والشكوك، ولم يعد لنقد أوضاعها أو الحديث عن تجاوزاتها أي معنى، فالشركة التي كنا ننتظر منها منافسة خطوط الطيران العالمية أصبح أهم وأغلى ما تملكه المبنى.
* لو قامت سودانير وقتها بإيجار مبناها (الناصية) بشارع عبيد ختم، ومنحت موظفيها إجازة مفتوحة فإنها ستحقق أرباحاً يستفيد منها السودان أكثر من استمرارها في الطيران.
* عادت قبل حوالي شهرين طائرة لسودانير أختلفت حولها الروايات ما بين مفقودة ومرسلة للصيانة، ولم يعد الناقل (وطنياً بعد)؛ فلا بد من محاسبة كل من غرق في الفساد وأضاع موارد البلاد.
* تناقلت الأسافير قبل أيام نبأ السطو على شعار سودانير من قبل شركة (Nittany Express) الأمريكية، والسؤال الذي يفرض نفسه هل تمت سرقة شعار سودانير (على عينك يا تاجر)؛ أم أن من باعوا هيثرو باعوا من بعده الشعار؛ ونحن آخر من نعلم!
* افتحوا ملفاتهم وحاسبوهم واحداً تلو الآخر بعد سقوط نظامهم واعيدوا لخزينة الدولة الأموال التي ذهبت للجيوب؛ فأيام تمكين الكيزان عدت و(مرحلة نهبهم فاتت، وطيارتهم قامت)..!
نفس أخير
* حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي
وطن شامخ وطن عاتي
وطن خيِّر ديمقراطي.
هيثم كابو
اليوم التالي