لا أقبل ان يتحول الوزراء وهم يجلسون على رأس الجهاز التنفيذي والادارى في البلاد الى مجرد ضباط اداريون كل همهم وجهدهم ينصب على كيف توزع السلع والمواد على المواطنين.. لقد ظللت لأكثر من نصف قرن أتابع هذا المنهج كلما مرت ضائقة وندرة في السلع من خبز ووقود وغير ذلك.. مهمة الوزراء هو التخطيط واتخاذ القرارات اللازمة قبل أن لم تستفحل المشاكل وذلك عبر السياسات المناسبة والقرارات الصحيحة ويأتى على رأس ذلك التوجيه والتحفيز وفتح أوسع الفرص سواء للقطاع العام او الخاص لانتاج وتوفير السلع.
لناخذ مثالا حيا من حاضرنا فنحن نعلم ان خراب ثلاثين عاما لن تنصلح في عام او عامين دعك من ثلاثة أشهر هي عمر الحكومة الحالية والشعب يعرف أن الحكومة الحالية ورثت أوضاعا اقتصادية في غاية الصعوبة حيث انخفض الإنتاج وضعفت الصادرات ولا تتوفر العملات الحرة بالشكل الكافى والسعر المناسب لاستيراد السلع الأساسية التي تكفى حاجة المواطن فحدثت الندرة وارتفعت الأسعار وازدادت الصفوف في وقت لم تجد الحكومة العون الكافى من الأشقاء والأصدقاء رغم الوعود التي بذلت لها ولم تصدق..
ماذا يجب ان تفعل الحكومة حيال ذلك هل يتحولون وزراؤها الى مجرد ضباط اداريون كل همهم التبرير لما حدث وبذل الوعود وهم يعلمون علم اليقين أسباب وجذور المشكلة وصعوبة الحلول وما سيحدث من تفاقم في ظل ذلك الميراث الثقيل أم الحل يكمن في مواجهة الشعب بالحقائق واتخاذ السياسات والقرارات المناسبة.. لنتسائل هل أفضل لصاحب سيارة ثمنها لا يقل عن مليون جنيه وأخرى ثلاثة او أربعة وخمسة مليون جنيه ومن دخله الشهرى لا يقل عن خمسين ألف جنيه ولا يتحمل عمله التأخير فهل أفضل له أن ينتظر الساعات الطوال وربما أيام ليحصل مثلا على أربعة جالون بنزين بالسعر المدعوم ام يقبل بالسعر الحقيقى ليحصل على مايريد؟ وفى الأقاليم حيث يصل سعر جالون البنزين مئآت الجنيهات وبرميل الجازولين للآلاف فيقبل حتى لا يتعطل انتاجه سواء زراعيا ام صناعيا أم خدميا في انتاج الذهب وفى إمكانه تعويض ذلك ببذل المزيد من الجهد والإنتاج!!!
الحلول واضحة ولكن المشكلة ان الحكومة خائفة مرتجفة والوزراء مترددون كما تناقثت مع بعضهم لا يستطيعون وضع السياسات و اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب رغم انهم اذا أوضحوا الحقائق للشعب وعلم صدق الحكومة وكفائتها وأمانتها فن يتردد في قبول أصعب القرارات فلا يترك حكومته تواجه الاذلال والضغوط الخارجية مثلما ضحى الشهداء من أجل الحرية والعدالة.
أقول للحكومة بالله عليكم أتركوا هذا التردد والخوف وواجهوا الشعب بالحقائق وليكن منهجكم الاعتماد بعد الله على هذا الشعب الأبى الصابر الشجاع الصامد الذى يأبى الضيم ويأبى أن يكون متسولا ومهينة حكومته التي يجب ان تقول له نحن نجتهد فاجتهد معنا وانتج وأصبر الصبر النبيل مثلما اجتهدت وصبرت شعوب قبلنا فتقدمت وقوي اقتصادها وصارت في مقدمة الشعوب.. هذا في تقديرى هو الحل الناجع وبالله التوفيق فالسماء لا تمطر ذهبا والخارجى من الدول لن يقيل عثراتكم مهما انحنينا له وتسولنا عنده فشعوبه أولى بما يملكه، بل ما لديهم من المشاكل أسوأ منا.. بالله لا تتسولوا اعطوكم الفتات او منعوكم.. بل أركزوا مع شعبكم أيتها الحكومة..
محجوب عروة