كيف تحول إبراهيم الفقي من «حارس» لمدير أكبر الفنادق الكندية؟

«هناك أوقات نشعر فيها أنها النهاية، ثم نكتشف أنها البداية، وهناك أبواب نشعر أنها مغلقة ثم ندرك أنها المدخل الحقيقي».

ولعل هذا ما ظنه بعد سفره لكندا، ليجد نفسه يعمل حارسا في أحد الفنادق، يرفع الحقائب والطاولات، هناك في فندق كبير في بلد غريب، بدا الباب موصدا، ولكنه عمل بأمل وإيمان حتى أصبح مديرا لأكبر الفنادق في كندا.

بث الأمل وحب الحياة في نفوس الكثيرين، كان بارقة أمل تلمع في أعين الشباب في وقت ضاقت عليهم حياتهم، وصُعبت آمالهم، وبدت لهم الحياة دربا من العبث، فتحدث لهم بصدق، وأمل، فكان ملهما، موجهًا، خبيرا في فنون الحياة.

وُلد إبراهيم محمد السيد الفقي في 5 أغسطس 1950، في قرية أبوالنمرس، حي المنيب، محافظة الجيزة، كان محبا للرياضة، لاسيما تنس الطاولة حيث حصل على بطولة مصر في هذه الرياضة لعدة سنوات، كما مثّل مصر مع الفريق الوطني في بطولة العالم لتنس الطاولة عام 1969.

تزوج من آمال الفقي عام 1974، وأنجب منها بنتين، نانسي ونرمين.

عمل في فندق فلسطين بالإسكندرية، وتدّرج في الوظائف حتى الدرجة الثالثة، ورغم أنه حقق نجاحا في مجال الفندقة في مصر إلا أنه قرّر السفر مع زوجته إلى كندا لدراسة علم الإدارة، وكان عمره حينها 25 عاما، فعمل هناك في أبسط الأعمال ولكنه سرعان ما تدرج في الوظائف، كما حصل على العديد من الشهادات الدولية، فضلا عن الدكتوراه في التنمية البشرية.

ألف العديد من الكتب، وترجم بعضها إلى الأنجليزية والفرنسية وغيرهما من لغات العالم، كما أرسى قواعد علمين جديدين، وهما: «علم قوة الطاقة البشرية» و«علم ديناميكة التكيف العصبي»، كمادرّب أكثر من 600 ألف شخص، وحاضر بثلاث لغات، وهي: العربية، والإنجليزية، والفرنسية.

كان يكرر دائما مقولته الشهيرة: «عش كل لحظة كأنها آخر لحظة، عش بالأمل، عش بالكفاح، عش بالصبر، عش بالحب، وقدّر قيمة الحياة».

نشر قبل وفاته على صفحته بتويتر هذه التدوينة الصغيرة: «ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك، بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك أنك باستطاعتك أن تصبح واحدا منهم».

وهكذا توفي في 10 فبراير 2012 إثر حريق نشب في منزله، فمات اختناقا، إلا أنه خلّف وراءه كتبه ومحاضراته وعلمه الغزير، وكلماته التي استقرت في وجدان كل من سمعه، وتعاليمه ونصائحه التي غيرت ومازالت تغيّر من حياتنا.

ويذكر من أقواله:

«نرى ما لا نريد، ونريد ما لا نرى، فنفقد قيمة ما نرى ونضيع في سراب ما لا نرى، فكن حريصا ألا تفقد ما ترى».

«إن التحرر من خرافة عدم وجود الوقت الكافي يعد اولى المحطات التي تنطلق منها إلى حياة منظمة، واستغلال أمثل للوقت والحياة بشكل عام».

«راقب أفكارك لانها ستصبح أفعالك، راقب أفعالك لأنها ستصبح عاداتك، راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعك، راقب طباعك لانها ستصبح مصيرك».

المصري اليوم

Exit mobile version