مع صور لمدينة أشباح ومحلات تجارية مغلقة، بعث طالب سوداني بمدينة ووهان الصينية، مركز انتشار فيروس كورونا الجديد، برسالة غاضبة إلى حكومة بلاده بعد تأخر عملية الإجلاء التي وعدت بها منذ أسبوع.
الطالب الذي يدرس على حساب الحكومة الصينية، فضل حجب اسمه وكتب بنبرة من الضجر إلى الحكومة السودانية: “هل تنتظرون أن يصاب أحدنا بالمرض حتى تتحركوا؟ لا أريد أن أبالغ في الوصف لكسب التعاطف. الوضع ببساطة صعب جداً. الأكل المتوفر بدا ينفذ والمحلات التجارية مغلقة والأكل المتوفر في بعض المحلات هو الطعام الصيني غير المخصص للمسلمين. إضافة إلى أن رحلة البحث عن الماء يعني أنك تجازف بحياتك، لذلك لجأنا إلى مياه الحنفيات غير المعدة للشرب، نغليها على النار ونشربها”.
كما أضاف: “من حوالي أسبوع طلبت منا السفارة السودانية إرفاق مستندات السفر وبعدها لم نتلق اتصالاً آخر. السفارة تقول إنها جاهزة للإجلاء لكن التأخير من وزارة الصحة في السودان، التي لم تجهز بعد حجراً صحياً لاستقبال العائدين وعزلهم”.
وأصبحت الرسائل الذي يكتبها الطلاب المعزولون عن بعضهم الطريقة الوحيدة لإيصال صوتهم إلى العالم للضغط على الحكومة.
إلى ذلك، وفي نداء آخر لا يخلو من نبرة القلق والخوف والغضب، كتب طالب الطب، عمر الطيب، الذي نشرت عنه “العربية.نت”، رسالة مؤثرة وصف فيها رعب الحياة في المدينة الموضوعة تحت الحجر الصحي وناشد حكومته سرعة إجلائه. وانتشرت الرسالة على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي رسالة جديدة خاطب بها أصدقاءه قال عمر: “مرحبا أنا عمر.. لم تتوقعوا أن تسمعوا مني بهذه السرعة أليس كذلك؟ حتى أنا لم أتوقع ذلك ولكن ها نحن هنا… توقعنا بعد تواصل بعض الجهات الرسمية معنا أن نخرج في أسرع وقت ممكن ولكن للآسف ما زلنا هنا.. ما زلنا نعاني.. ما زلنا نشعر بالوحدة والعزلة.. بالإرهاق والتعب الشديد.. مؤننا الغذائية شارفت على الانتهاء إن لم تنته بالفعل.. بعضنا للأسف أصبح يشرب ماء الصنبور.. ماء غير قابل للشرب حتى ونقوم بتسخينه فقط..
عزيزي القارئ ألا تشعر بالحزن لحالنا؟ إذاً لماذا لم تفعل شيئاً؟ لماذا توقفت؟ أتمنى أن لا يساء فهمنا.. نعم هم تواصلوا معنا ولكن إلى متى؟عدد كبير من الأسئلة تطرح نفسها”.
“صراع للبقاء”
كما تابع: “هل تعلم عزيزي المتابع، يعتبر تجمع الطلاب السودانيين في ووهان ثالث أكبر تجمع من حيث العدد في جميع أنحاء المدينة ولكن للآسف نحن لا نزال هنا.. عرضة لهذا الوباء القاتل الذي لا يرحم أحداً.. بعضنا لديهم حالات مرضية والسكري والضغط ويحتاجون لرعاية صحية في أسرع وقت ممكن.. حينما سمعنا بحدوث التجهيزات لخروجنا ظننا أننا ربحنا هذه المعركة ولكن للأسف ما تقوله الدلائل يعتبر شيئاً مختلفاً.. جميعنا جاهزون للرحيل ونفضل أن نشرب من ماء الصنبور على أن نخرج من غرفنا.. نعم عزيزي القارئ ما أصبح عليه وضعنا هو صراع للبقاء.. أتمنى من حكومتنا أن تعجل العملية في أسرع وقت ممكن لأننا أصبحنا قريبين من الهاوية.. أتمنى للطائرة أن تأتي وتنقذنا قبل أن نسقط بالفعل للهاوية”.
يشار إلى أن المحنة التي مر بها عمر في مدينة ووهان جعلته الصوت الوحيد للطلاب هناك وأصبحت خطاباته الحزينة الإشارة البيضاء التي يرفعه الطلاب هناك على وسائل التواصل الاجتماعي.
إلى ذلك لم تحدد الحكومة السودانية موعداً محدداً للإجلاء إلا أن وزارة الصحة نشرت على موقعها على تويتر صوراً لغرف طبية لاستقبال العائدين. وهدد عدد من الناشطين وأصدقاء الطلاب وأسرهم بالتظاهر أمام الخارجية السودانية بعد تأخر عملية الإجلاء.
العربية نت