استثمار ثلاثي
وقال البرهان إن الاتفاق كان مع الجانب الإسرائيلي على عدم نشر أية معلومات عن لقائه مع نتنياهو إلا بعد يومين حتى يرجع كل طرف الى بلده والتشاور مع شركائه، ولكن الجانب الإسرائيلي ثم الأمريكي حاولا استثمار اللقاء إعلامياً وسياسياً بالإسراع في بث أخبار عنه، مشيراً الى أن نتنياهو سيخوض الشهر المقبل انتخابات ويريد استثمار ما جرى في حملته الانتخابية.
وتحدث عن توافق مصالح السودان الذي يبحث عن رفع العقوبات عنه والانفتاح والاندماج في المجتمع الدولي والولايات المتحدة التي ترغب في أدوار تعزز دورها في المنطقة، ونتنياهو الذي يسعى الى تحسين وضعه الانتخابي وتحقيق اختراق في أفريقيا.
وعن اختيار أوغندا للقاء، ذكر البرهان أنه كان يرتب لزيارة كمبالا بشأن متابعة عملية السلام في جنوب السودان التي تتوسط فيها الخرطوم، كما أن نتنياهو كان لديه زيارة رسمية الى يوغندا مما جعلها الدولة الأنسب لجمعه مع رئيس الوراء الإسرائيلي.
عبور الطيران الى إسرائيل
وبشأن إعلان إسرائيل عن أن السودان وافق على عبور الطيران الإسرائيلي فوق أجوائه، رد البرهان بأنه منذ شهور تواصل لعبور الطائرات العالمية للأجواء السودانية، الى إسرائيل، بعد موافقة كل الدول عدا السودان، وتم الاتفاق على عبورها عدا شركة الطيران الإسرائيلية «العال». ورأى أن السودان سيستفيد اقتصادياً من رسوم عبور الطيران العالمي لأجوائه..
إخطار حمدوك وتحفظ «قحت»
وأفاد البرهان أنه أخطر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل يومين من لقاء نتنياهو بترتيبات اللقاء وهدفه الانفتاح على العالم وطرق الأبواب من أجل مصلحة الشعب السوداني ورفع العقوبات عنه ورحب حمدوك بالخطوة»..
وأشار الى أن تحفظ قوى الحرية والتغيير «التحاف الحاكم» كان على عدم مشاورتهم المسبقة وليس مبدأ اللقاء وتم تجاوز الخلاف بعد اجتماع مجلس الوزراء حيث لم يرفض غالبية الوزراء الخطوة سوى ثلاثة وسمح لمن يريد أن يعبر عن موقفه الشخصي أن يعبر عبر صفحته الإلكترونية، وتم تشكيل لجنة مشتركة من مجلسي السيادة والوزراء صاغت البيان الذي صدر باسم رئيس مجلس السيادة، وقال إنهم تركوا خلفهم أية خلافات او تباين بشأن اللقاء.
وقال إنه التقى بالقيادي في الحزب الشيوعي صديق يوسف ورئيس حزب البعث العربي الاشتراكي علي الريح السنهوري، وآخرين وناقش معهم لقاء نتنياهو، وأنهم تحفظوا على عدم التنسيق والتشاور، كما أن بعض القوى لديها فكر آيدلوجي غير راضية عن اللقاء، وأن زعيم حزب كبير أبلغه بموافقته على ما تم لكن ذكر أن مؤسسات حزبه متحفظة.
وأكد البرهان أنه لم يتغول على سلطات الجهاز التنفيذي لأنه لم يبرم اتفاقاً مع إسرائيل أو يقدم لها أية التزامات،وأن أي اتفاق سيترك لمجلس الوزراء.
وذكر أن نتنياهو عرض مساعدة السودان في الزراعة والصناعة والكهرباء، لكنه طلب أن يعود الى شركائه في مجلس الوزراء للتشاور وتولي الأمر اذا اقتنع المجلس بأن السودان يمكن أن يستفيد من ذلك وستشكل الحكومة الانتقالية لجنة لدراسة نتائج لقاء عنتبي وتحديد مستقبل العلاقات مع إسرائيل بإقامة تمثيل دبلوماسي من عدمه «.
القضية الفلسطينية
أكد البرهان أن السودان لن يغير موقفه تجاه القضية الفسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وستظل الخرطوم ملتزمة بكافة القرارات الدولية بشأن فلسطين وقرارات الجامعة العربية وموقف السودان في الاجتماع الأخير بالجامعة العربية الأسبوع الماضي كان واضحاً ولم يتغير.
وأبدى امتعاضه من تصريحات كبير مفاوضي فلسطين صائب عريقات بشأن لقائه مع نتنياهو، وقال إن السلطة الفسطينية تتعاون مع إسرائيل وتتواصل معها، والأفضل أن تكون هناك دول يمكن أن تخدم القضية الفسطينية عبر علاقاتها مع إسرائيل.
ولفت إلى أن اللقاء مع نتنياهو لم يتطرق لصفقة القرن نهائياً، مشدداً على «ثبات الموقف من القضية الفلسطينية».
الانتباهة