يدخل فيلم جوكر للمخرج الأميركي تود فيليبس بأحد عشر ترشيحاً لجوائز الأوسكار 2020، التي تقدمها سنوياً الأكاديمية الأميركية لعلوم وفنون الصورة، وهو الأمر الذي لا يتكرر كثيراً في هذا الحدث الفني السنوي منذ انطلاقه عام 1927.
يجسد الممثل واكين فينيكس في الفيلم دور رجل وحيد مريض نفسياً، اسمه آرثر فليك والذي يصبح مشهوراً، مصادفةً بعد ارتكاب عمل عنيف.
ويعرض الفيلم رؤية خاصة لشخصية الجوكر، الشريرة في مجلات الكوميكس، وعدو الرجل الوطواط “باتمان”، من خلال آرثر، المهرج الذي يكسب رزقه من هذه المهنة، آملا في أن يصبح فنان ستاند أب كوميدي.
لكن الأمور تنقلب رأساً على عقب، ويتحول الإنسان البسيط إلى قاتل يقتص من المجتمع غير العادل المحيط به، ويتحول بالدم الذي على يديه إلى أيقونة شعبية.
هذه عشرة أشياء تعرضها مجلة هوليوود ريبورتر من كواليس الفيلم الذي شغل الناس في طول الأرض وعرضها، ومما حققه الفيلم في مسيرته ومن ذلك الأرقام القياسية التي كسرها.
جزء ثان
بعد كل النجاح الذي تحقق، بما في ذلك أكثر من مليار دولار في شباك التذاكر، ليس من المستغرب أن تكون هناك تتمة للفيلم مستقبلاً.
رغم أن الجوكر هنا مختلف تماماً عما عرفناه سابقاً، إلا أن الفيلم أبقى الباب موارباً مع حضور بروس واين الطفل (باتمان) ومقتل والديه أمامه، فربما تكون هناك تتمة لصراع الجوكر وباتمان.
يجد آرثر خطاباً أرسلته والدته، بيني (فرانسيس كونروي) إلى توماس واين، تشير فيها إلى أن بروس واين وآرثر أخوان غير شقيقين.
هذه تكهنات ربما تمضي في طريق التنفيذ أو لا تمضي، علماً بأن المخرج فيليبس أعلن سابقاً أن قصة الجوكر في نسخة واكين فينيكس اختتمت مع هذا الفيلم.
غاريد ليتو منزعج
غاريد ليتو، الذي قدم سابقاً شخصية الجوكر في فيلم “الفرقة الانتحارية” Suicide Squad انزعج عندما اختارت شركة وارنر براذرز، Warner Bros الممثل واكين فينيكس بدلاً منه لأداء الدور.
طلب ليتو من مدير أعماله، إيرفينغ أزوف، الاتصال برئيس شركة وارنر برذرز لبحث طريقة لإيقاف العمل على الفيلم الجديد.
سكورسيزي منتجاً
المخرج الشهير مارتن سكورسيزي له رأي معروف في الأفلام التي تنتجها استوديوهات مارفل. إنها ببساطة “ليست سينما”، مشيراً إلى نمط سينمائي يعتمد على الأبطال الخارقين مثل “آيرون مان” و”سبايدر مان”، وهي أفلام تحقق أرباحاً كبيرة على شباك التذاكر.
غير أنه عندما تم الكشف عن “جوكر” للمرة الأولى في عام 2017، أدرج سكورسيزي منتجاً وهو الذي يرى أن هذه الشخصية نمط مختلف عن أفلام مارفل.
غير أن علاقة سكورسيزي الإنتاجية بالفيلم انتهت، وتحول إلى هدف آخر، مركزاً على فيلمه الجديد “الإيرلندي” مع روبرت دي نيرو وآل باتشينو.
الخوف من العنف
في الأيام التي سبقت إطلاق جوكر شاعت مخاوف من أن ينشر العنف في الفيلم نسخاً مقلدة من الجوكر، إلى درجة أن شرطة مدينة نيويورك ولوس أنجليس كثفت حضورها في دور السينما خلال عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية.
ضحكة الجوكر
قال المخرج فيليبس “بدا لي فينيكس عاملاً للفوضى، وشعرت حقًا أنني الشخص الذي يضطلع بهذا الدور”. ووصف مازحاً الممثل البالغ من العمر 45 عاماً إنه “النفق في نهاية النور”.
يحكي فيليبس عن ضحكة فينيكس في الفيلم، وهي الضحكة القهرية التي تعكس اضطراباً عميقاً في نفس شخصية المهرج.
قبل الانخراط في الفيلم، كان فيليبس وفينيكس يتناقشان في منزل الأخير في هوليوود هيلز عندما أطلق فينيكس ضحكة الجوكر. يتذكر المخرج “كانت المرة الأولى التي أطلق فيها هذه الضحكة. كانت رائعة، ومدهشة”.
توماس والد الجوكر؟
بريت كولين أدى دور توماس واين في الفيلم. يشير الفيلم إلى أن واين قد يكون والد الجوكر آرثر، نتيجة علاقة غرامية مع والدته “بيني”، لكنه أشار لاحقاً إلى أن بيني قد لا تكون شخصاً موثوقاً، مما يجعل المشاهدين غير متأكدين من العلاقة الحقيقية بين آرثر وواين.
عندما اتصل كولين بفيليبس لمناقشة تطور الحبكة في الفيلم، قال “إن فكرة أن الجوكر هو طفل غير شرعي ولم يحصل على أي شيء من عائلة واين هي دافع قوي للغاية لكراهية شخصيته”.
ورغم أن الفيلم يحتفظ بالحقيقة حول علاقة آرثر وواين بطريقة غامضة بعض الشيء، قال كولين إنه لعب دور توماس كما لو كان هو وبيني على علاقة غرامية، مما يجعل من المحتمل أن آرثر هو ابن توماس.
الجوكر صدمة الطفولة
شعر فيليبس أن الأشخاص الذين ينتابهم القلق من التحريض والفوضى بسبب جوكر أظهروا أنهم فقدوا الرسالة التي كان يحاول إيصالها.
قال “بالنسبة لنا، كان الفيلم دائماً يتعلق بصدمة الطفولة، ونقص الحب وفقدان التعاطف”، “كيف نصنع رجلاً مثل آرثر؟ من أين أتى؟”.
فينيكس وفيليبس… عمل مكثف
ذكر بريت كولين أنه أجرى “محادثات رائعة” قبيل الانخراط في الفيلم، ولكن بمجرد أن أصبح فينيكس جوكراً، رآه كيف يدخل في الشخصية تماماً، ولاحظ كيف أصبح فينيكس في حالة نفسية متصاعدة”.
أحد المشاهد التي يصعب تصويرها، المواجهة بين آرثر وتوماس، عندما سأل الأخير عما إذا كان والده حقاً.
أثناء إطلاق النار على توماس، بدأ فينيكس يفرك وجهه، ومشى في دائرة وترك المجموعة. “اعتقدت أنني ربما فعلت شيئًا ما، لكن فيليبس المخرج قال “لا، هذه هي حاله تماماً. كان هناك شيء يزعجه ويحتاج إلى إعادة ضبطه”.
صوفي بيتز حية؟
ترك فيليبس عن قصد أجزاء معينة من الفيلم مفتوحة للتأويل، مثل مصير صوفي دوموند، (زازي بيتز) جارة آرثر المتعاطفة معه، التي كان يتخيل أنه لديه علاقة رومانسية معها.
قالت بيتز “لقد كان من الواضح للغاية بالنسبة لي أنها لم تُقتل. آرثر كان ينتقم من الأشخاص الذين ارتكبوا أخطاء تجاهه، وأنا لم أفعل. لقد اعترفت به”.
تحطيم أرقام
على الرغم من المخاوف من العنف الذي يحيط بإطلاق جوكر، حطم الفيلم أرقاماً عديدة. فقد حقق الفيلم أكبر مردود محلي لشهر أكتوبر/تشرين الأول على الإطلاق، بمبلغ 96.2 مليون دولار، ورقماً قياسياً ليوم الافتتاح بأكثر من 39 مليون دولار.
في أميركاً ومنذ إطلاقه ربح جوكر حوالي 335 مليون دولار و736 مليون دولار في الخارج.
العربي الجديد