هل تعلم أن الصين محتلة للتبت وتضطهد شعبها ومارست ضده الإبادة ودفعته للنزوح والتشريد و زعيمهم الدايلي لاما يجوب العالم مشردا؟! وهل تعلم ان الصين أيضاً تنكل بالايغور المسلمين وتحتجز قرابة المليون منهم في معسكرات وتسومهم سوء العذاب وتنزع منهم أطفالهم وتجبرهم على الخضوع لغسيل المخ. هل تعلم ان الصين دولة شيوعية وأن أغلبية المواطنين لا دينيين وليسوا حتى من أهل الكتاب؟!
تعالوا إذا نطالب بقطع العلاقات مع الصين…!!!
هل تعلم أن كردستان هي دولة محتلة من قبل 4 دول هي تركيا وسوريا والعراق وايران؟! وهل تعلم أن الشعب الكردي تعرض لأسوأ أنواع القمع والاضطهاد من هذه الدول الأربع وان صدام حسين أبادهم بالكيماوي؟! هل تعلم أن الكردي لا يستطيع أن يمنح مولوده اسما كرديا وإنما عليه أن يختار له اسما عربيا إذا كان في الجزء المحتل من قبل العراق أو سوريا واسما تركيا إذا كان من سكان الجزء المحتل من قبل تركيا واسما فارسيا إذا كان في الجزء المحتل من إيران؟! هل تعلم أنه ممنوع عليهم التحدث باللغة الكردية في الشوارع؟! هل تعلم أن خطبة الجمعة ممنوع أن تكون باللغة الكردية ويجب أن تكون بلفة الدولة المحتلة؟؟!
تعالوا نقاطع العراق وسوريا وتركيا وإيران انتصارا لقيم الحرية والسلام والعدالة التي نادت بها الثورة..!!
هل سمعتم بمسلمي الروهينغا وما يحدث لهم في بورما؟!
هل تعلم أن هذه مجرد أمثلة كتبتها على عجالة وان القائمة تطول؟!
منطق غريب و متناقض ذلك الذي يكيل العداء لإسرائيل ويرفض التطبيع معها بسبب اضطهادها الفلسطينيين، ويتقبل العلاقات الطبيعية مع الصين وتركيا وإيران والعراق وسوريا وبورما وغيرها على الرغم من جرائمهم بحق شعوب أخرى.. يبدو أن الأمر وما فيه لا علاقة له بمواقف أخلاقية مبدئية وإنما هو مفعول “الشريحة” التي ركبت فينا منذ أيام عبدالناصر وصدام حسين وحافظ الأسد ونميري والقذافي والملك حسين بل منذ حقبة الاستعمار وما صاحبها من بروز خطاب القومية العربية والاشتراكية والنضال الأممي ضد الرأسمالية والامبريالية والبرجوازية المتعفنة ويا شعوب العالم المضطهدة اتحدوا.
التعاطف مع الضحايا ونصرتهم فعل إنساني جميل يجب أن نتحلى به ولكنه لا يتطلب بالضرورة أن نقطع علاقاتنا الدبلوماسية مع الدولة التي تحتل أرضهم أو تضطهدهم. مصالحنا القومية يجب أن تكون في المقدمة وهذا يتطلب أن لا نكون في حالة حرب وعداء ومواجهة ومقاطعة مع أي دولة في العالم.. نتمنى الخير لكافة شعوب العالم المضطهدة وسنكون سعيدين بتحررهم لكننا لا يجب أن نحارب أو نقاطع أو نناصب العداء أو ندفع فاتورة النضال بالنيابة عن أحد.
ختاماً التطبيع مع إسرائيل قرار سليم لكنه ليس من صلاحيات البرهان ولا يجب أن يمرر خرقه الدستوري هذا وتغوله على سلطات وصلاحيات مجلس الوزراء مرور الكرام
Dr. Asaad Ali Hassan