قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – أراد بنا كل خير في ديننا ودنيانا، فقال : «ما تركت شيئا يقربكم من الله يقربكم من الجنة إلا وأمرتكم به، وما تركت من شيء يبعدكم عن الله يبعدكم عن النار إلا ونهيتكم عنه».
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه لا سبيل لسعادتنا، وهدوء أنفسنا، وراحة قلوبنا إلا في الحياة على مراد الله، ولذا فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – عندما أرشدنا إلى كل خير يقربنا من الله ومن الجنة، فقد أراد لنا في نفس الوقت سعادة الدنيا، حيث إن الإنسان يشعر وهو يسير على منهج الله بالرضى عن نفسه والرضى عن الدنيا، حيث يرى الله في كل شيء.
وأضاف أنه لا شك أن ما نعيش فيه من فتن كان بسبب ابتعادنا عن منهج الله في حياتنا بكل مجالاتها، فحدث ابتعاد عن منهج الله في طريقة التفكير، وطريقة الخطاب، وطريقة التعامل في كل شيء مما أوجد تلك الفتن التي تجعل الحليم حيران، منوهًا بأن تلك الفتن التي غبشت الصورة، وحاولت قلب الحقائق، وخلطت الأوراق، تلك الفتن التي لا يعرف الإنسان بسببها كيف يسير، وأين يسير، ومتى يتوقف ؟ فتن تجعل التمسك بدين الله عسير لمعاندة أصحاب الأهواء.
واستشهد بما قال النبي -صلى الله عليه وسلم – : «إذا رأيت شحًا مطاعًا، وهوى متبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع العوام، فإن من ورائكم أيامًا الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم» [رواه الترمذي والحاكم في المستدرك].
وأشار إلى أن تلك الفتن التي من آثارها وأسبابها وربما من مظاهرها ما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم – ,قال : «يأتي على الناس سنوات جدعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيهم الرويبضة. قيل يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم – : وما الرويبضة ؟ قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» [أحمد وابن ماجة والحاكم].
وتابع: فترك لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم – من أنواره أحاديث تسلي قلوبنا، وتهدئ أنفسنا، فجعلنا مع رؤية تلك الفتن نزداد يقينًا بصدقه -صلى الله عليه وسلم – وصدق رسالته، ترك لنا النبي -صلى الله عليه وسلم – من أنوار النبوة أحاديث أشراط الساعة، وعلامات القيامة لتحقق تلك التسلية للقلوب، والتهدئة للنفوس.
صدى البلد