إبراهيم الشيخ أدرك بحسابات رجل المال والأعمال أن الثورة المصنوعة تعود الآن إلى أجهزة الإستخبارات العالمية

استقالة إبراهيم الشيخ وخروجه من دائرة الفوضى داخل قوي الحرية والتغيير وتجمع المهنيين تذكرني بالاستقالة الشهيرة للمرحوم محمد توفيق وتركه لمنصب وزير الثقافة والإعلام في حكومة الصادق المهدي أيام الديمقراطية الرابعة.. توفيق قال للصحفيين عندما سألوه عن أسباب إستقالته (طلعت من الجوطة)..

وإبراهيم الشيخ أدرك بحسه التجاري وحسابات رجل المال والأعمال.. أدرك أن مركب قحت توشك على الغرق وأن الثورة المصنوعة تعود الآن إلى الأيدي وأجهزة الإستخبارات ودوائر المال العالمية التي جهزت المسرح الداخلي وأحكمت سيناريو الإطاحة بالبشير.. وأختارت قائمة الوزراء وكبار المسؤولين الحاليين وجاءت بهم لتنفيذ مخطط تغيير واقع السودان لعقود قادمات وهو مالم يتحقق لأن قوي الحرية والتغيير وتجمع المهنيين أثبتوا أنهم غير جديرين بقيادة البلاد التي غرقت في دوامة فشل كارثي عايشه إبراهيم الشيخ عن قرب وبأدق التفاصيل ولهذا قرر الخروج مؤقتاً ليكون حزءاً من سيناريو التغيير القادم.. سيناريو سيعيد تشكيل المشهد برمته وسيخرج هواة السياسة في قوي الحرية والتغيير من معادلة السلطة التي ستقودها وجوه جديدة تكون أكثر قدرة على تنفيذ مشروع الإنقلاب النيولبرالي على التيار الوطني والإسلامي بالسودان..

قلت قبل عام في لقاء تلفزيوني بقناة أمدرمان مع الأخ بكرى المدني.. قلت له إن المجموعة الحالية التي تسيطر على المشهد عسكرياً ومدنياً لن تحكم السودان.. ستكون مرحلة عابرة تمهد لحكم مجموعة وقيادات جديدة وهو ما أدركه إبراهيم الشيخ فتقدم باستقالة غلبت عليها لغة شاعرية أرادت تقديم السيرة الذاتية للرجل لمرحلة قادمة لن تكون بكل تأكيد مفتوحة على كل الإحتمالات!!

عبد الماجد عبد الحميد

Exit mobile version