لكل عصر إمكانياته وظروفه التي تبنى عليها إجراءاته الطبية

#مجرد_رأي

لكل عصر إمكانياته وظروفه التي تبنى عليها إجراءاته الطبية.

والاجراءات الطبية التي حدثت في عهد النبوة و قالها أو فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم او صحابته الأكرمين او التابعين (ليست ديناً) بل أمور (دنيا) تخضع للزمان والمكان.

هذا الأمر ينسحب على بقية العلوم من زراعة أو جغرافيا أو حربٍ أو صناعة او وسائل تنقل ودواب.

ومن ذلك حديث الطاعون «إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه».
وكان هذا ارساءً واضحاً لمعنى الحجر الصحي الذي تطور اليوم مع تطور الطب والحياة.

ولكن هذا الأمر ليس ديناً بل هو طب ورؤية إدارية يسري عليها ما يسري على طبيعة التطور الذي يصيب الحياة، فإن تطور الطب فإنا ندور معه حيثما دار ولا نتمسك بما كان يحدث في عهد النبوة على سبيل المثال:

من اصيب باسهال فلن اسقه عسلاً بل سابحث في سببه فإن كان فيروساً ساصف للمريض الارواء علاجاً وان كان باكتيريا كذا ساعطيه مضادا حيويا يناسبه وان كان بسبب الطفيليات (القارديا مثلا) ىسأعالجه بالفلاجيل وقد اضطر لعمل منظار في أنواع اخرى من الاسهال المصاحب لاتهابات القولون وقد اعزل المريض اذا ثبت انه كوليرا وهكذا .. ولكن لا عسل في الموضوع.. لأن اعطاءه ليس ديناً بل هو طب دنيوي!

مثال آخر : في عهد النبوة كانت المرأة اذا جاءها المخاض وتعسرت الولادة فانها تترك عدة ايام حتى تموت ويموت جنينها ولكن بعد اكتشاف القيصرية قبل قرنين ساهم في حفظ أرواح الأمهات والاجنة، وتعاملت البشرية مع هذا الاكتشاف ولم يخرج احد ليقول إن شق بطن امرأة تشويه لخلق الله ولو كان فيه خير لدعا اليه رسول الله..!

الآن أمام الأزمة العالمية الحادثة في انتشار الكورونا في الصين فإن الامر يترك للمختصين في علوم الطب والادارة فإن رأوا ان ووهان لا يخرج منها أحد فلهم ذلك، وإن رأوا أن يجلى الناس إلى بلدانهم فلهم ذلك.

اما الفقهاء الذين نجلهم فرايهم لدينا محترمٌ في شؤون العبادات والشعائر وغير ذلك من علوم الدين ويؤخذ رأيهم في الامور التي يتقاطع فيها الطب مع الفقه أيضاً.

كطبيب مسلم متدين مهتم بأمور ديني أريد أن تتحرر عقولنا من البحث عن حلول الطب والزراعة وعلوم الدنيا في الماضي وكتب الدين لأنها ليست ديناً بل علوم دنيا، لا يجب ان نطرق فيها أبواب الفقهاء بل الاطباء.

د. لؤي المستشار

Exit mobile version