تبتُ هنا يوم 8 يناير الماضي ، متسائلاً عن سبب تأخير تعيين محافظ جديد لمشروع الجزيرة خلفاً للمهندس “عثمان سمساعة” الذي أعفاه رئيس الوزراء الدكتور “عبدالله حمدوك” يوم 19 ديسمبر الماضي ، رغم أنه وجه الوزارات بعدم التوصية بإعفاء مسؤول من منصبه ما لم ترشح بديلاً له !!
خرق “حمدوك” قراره بيده ، فأعفى محافظ أكبر مشروع في العالم ، ولم يُعين محافظاً جديداً منذ أكثر من شهر !!
أمس اشتكى وكيل وزارة الزراعة من التأخير في تعيين المحافظ ، وحمّل قوى الحرية والتغيير المسؤولية ، وطالبَ رئيس الوزراء بتعيين محافظ جديد للمشروع من بين المقترحات المرفوعة طرفه، لأن الموسم الشتوي على الأبواب، وغياب المسؤول الأول يهدد نجاح العملية الزراعية ، ويضرب الإنتاج ، هذا مفهوم بالضرورة .
كنتُ أظن أن تخصص رئيس الوزراء الأساسي (اقتصاد زراعي) ، سيجعله أقرب للقطاع الزراعي، لدرجة أنني اقترحتُ على سيادته تخصيص مكتب ثانٍ لرئيس الحكومة في “بركات” حيث رئاسة مشروع الجزيرة والمناقل ، ولكن يبدو أنني أفرطتُ في الأماني العذبة ، فالسيد رئيس الحكومة ما يزال ينتظر إشارة من (قحت) بعد أن تعقد اجتماعات مطولة ، لتختار أحد كوادر الحزب (الشيوعي) أو (البعث) أو الحزب (الجمهوري) محافظاً لمشروع الجزيرة !!
ما هذه (العَطلة) بل (أم العَطلة) .. يا دكتور “حمدوك” ؟! هل يمكن أن تمضي البلاد إلى مستقبل زاهرٍ بهذا الإيقاع البطيء، وهذه الهِمة الفاترة ؟!
كيف يخلو هذا المنصب بالغ الأهمية، لـ(24) ساعة، دعك من (5) أسابيع ؟!
بهذه الطريقة السلحفائية في اختيار الكفاءات الحقيقية (وليس الكفوات) ، لمواقع قيادة التنمية في البلاد ومن بينها مشروع الجزيرة، يكون شعار الحكومة المحسوس، ما كان يتغنى به الثائر “دسيس مان” في ليالي القيادة العامة : (نحنا ناس بنحب الجرجرة) !!
صباح الخير .. حكومة الجرجرة.
الهندي عزالدين
المجهر