نعبر أو ننهار، فلتختر (الانتقالية) – 2
عطفاً على حلقة، أمس، نتساءل، إذاً ماذا نريد؟
طيّب، ولأن (النصيحة بنت الكلب)، عاجزة على اختراق الآذان النخبويِّة الموقورة بشمع الهويات الثقافية والإثنية والسياسية التي من (تلك الأماكن) في نسختيها العلمانية والدينية، أو العسكرية والمدنية، فإنّ التبشير بالخير على صفحات الصحف يصبح أمراً فيه تدليس وكذب على القراء.
لذلك لا نريد شيئاً سوى أن يكون الجميع سودانيين، فقط فقط، وأن يجدوا فرصاً عادلة (لا أقول متساوية)، في شغل الوظائف كلها حتى في القوات الأمنية، لأن وجود طيف واحد غالب في هذه المؤسسات، سيدخلنا في مأزق كذاك الذي اجترحته هيئة العمليات!، وعلى هذا، فإن الجيش والأمن والشرطة يجب إعادة هيكلتها حتى تتسق هذه المؤسسات مع دولة المواطنة، وبس. غير ذلك فإن القادم أخطر.
علينا يا حكومة – أن نوقف الحرب الأهلية، أن نقضي على الإدارات الأهلية فهذه أكبر أكذوبة في تاريخ السودان السياسي لم تقدم غير الخلخلة الاجتماعية (انظر إلى المليشيات التي أمامك، والتي من خلفك أيضاً) (وتعال ناقشني)، ثم قانون قانون قوي نافذ لا تردد فيه ولا مجاملة لمحاربة الفساد، فالسودان صار دولة للصوص والحرامية، ومالم يضربوا ضربة لازب أو (لازم) فإن البلاد ستصبح قريباً جداً كــ(راكوبة وشلعوها). ثُم أحذركم، الصادق المهدي خاصة – بحكم إنه كبير آلهة الأحزاب – ورهط الأحزاب السياسية الأخرى، بأن دعوا التشاكس السياسي الموروث من جيل الاستقلال ذاك المزعوم إنه (رائد)، و(اشتغلوا) سياسية أكثر حداثة، ثم لا تدعوا فُرجة (فرقة) تتسلل عبرها التدخلات الخارجية، ثم على وزارة المالية أن (تختا) وصفة الصندوق وأن تتجنب الديون ما استطاعت.
أن نوقف العبث – جملة واحدة – بقوة القانون، ثم بالتوعية والإرشاد، لأن لا شيء سيتوقف ما لم نؤسس لدولة قانون، ولإنسان يحترم القانون أو يخشاه (على الأقل)، لكن أن نترك كل شيء لأمزجة الناس هكذا – يفعلون ما يريدون، في البيع والشراء والوظيفة العامة والأراضي والإجراءات الروتينية اليومية في دواوين الحكومة والقطاع الخاص، فإن هذه ليست دولة – أي دولة – بأي معنى، دعك عن مدنية او عسكرية، فهذه مرحلة لاحقة. دعونا نتواطأ على إنشاء دولة محترمة، مؤسسات، قوانين، نظم، محاسبة، مواطنة …. إلخ، ثم نتحدث عن الأمور الأخرى.
أتمنى أن نعبر – لأنه إذا ما انهارت هذه التجربة الماثلة بين يديكم الآن ، فإن ذلك يعني، أن على أي أحد أن (يشيل بقجته) كما الطيب مصطفى، ويبحث عن وطن بديل.
صحيفة اليوم التالي