ماذا يحدث في شارع النيل؟!

كمال عوض
] إن كنت من عابري هذا الطريق من جهة أم درمان، فعليك الانضمام إلى مجموعة كبيرة تقدر بالآلاف يبحثون عن إجابة للسؤال المحير!.
] ظل هذا الشارع الحيوي لسنوات متنفساً لوسط الخرطوم، الذي لا يذهب به إلا المضطرين من أصحاب المركبات.
] لكن ما يحدث طوال الأشهر الماضية، مُحير إلى درجة كبيرة، حيث صار هذا الشارع مختنقاً في كل الأوقات تقريباً، ويبدأ فيه الزحام من قاعة الصداقة ليستمر الزحف مروراً بالعمارة الكويتية وكوبري المك نمر.
] لم نجد إجابة لسر الازدحام المستمر، في ظل تزايد (موضة جديدة) اسمها إغلاق الطرق بدون توجيه للمواطنين قبل زمن كافٍ.
] تظل (زاحفاً) حتى تصل إلى ديوان الحكم الاتحادي لتفاجأ بأن الطريق مُغلق، وتجبر على مواصلة مشوارك الممل، الذي كان يستغرق دقائق معدودة، فصار عبورك له يتطلب الصبر لساعات.
] الذهاب إلى شرق ووسط الخرطوم مغامرة محفوفة بالمخاطر، يهرب منها أصحاب (التاكسي) وتتفاداها (الهايسات) وعربات (الأمجاد)، حتى لا يضيع زمنهم في مشوار لا تتعدى تعرفته المائة وخمسون جنيهاً على أفضل تقدير.
] وعلى ذلك قس في بقية مدن العاصمة، حيث يشكو الجميع من الزحام المروري وكلٌ منهم يحاول حساب زمن رحلته اليومية جيئة وذهاباً، وحجم الضرر الذي يلحق به.
] تسبب زحام الطرقات في أزمة المواصلات، لأن المواعين الناقلة تقضي جُل وقتها في رحلة واحدة، والبقية يقفون أمام محطات الوقود بحثاً عن البنزين والجازولين، وهذه قضية أخرى سنعود إليها لاحقاً.
] أرجو أن تلتفت إدارة المرور لاختناقات الخرطوم التي أهدرت زمناً غالياً على المواطنين، ووضع حلول وبدائل ناجحة للطرق والمناطق ذات الحراك الكبير.
] من غير المعقول أن نجلس متفرجين على هذا الوضع السالب دون أن يقدم لنا القائمون على الأمر ما يخفف وطأة هذا الزحام غير المفهوم.
] هل زاد عدد المركبات في العاصمة؟ نعم. ولكن ماذا عن الوقوف الخاطئ في مواقف تدخل في الطريق العام، وبعض السائقين يتعمدون ذلك؟!.
] ماذا عن الطرق التي تفتقر لأبسط مقومات السلامة من ترميم وإنارة، مما أرهق المركبات وكلف ملاكها أموالاً باهظة لصيانتها، وتسببت في كثير من الحوادث؟!.
] ماذا عن الفوضى التي تضرب بأطنابها في التقاطعات وسلوك السائقين الذين يعتقدون أن (قلع الطريق) فلاحة ومهارة، كما ذكرت الزميلة سهير عبد الرحيم؟!.
] لماذا لا تتم محاسبتهم؟ وأين هو الانتشار الشرطي الذي وعدتم به وماهي نتائجه إن وجد؟.
] أمس في هذه المساحة سردت قائمة طويلة لمدفوعات سددناها في خزينة الإدارة العامة للمرور بإحدى مجمعات خدمات الجمهور، ومن ضمنها كانت (رسوم طرق)، ولكن هل هناك تأهيل حقيقي لتلك الحفر والمطبات التي نسميها مجازاً بـ(شوارع الأسفلت)؟.
] ما يجري من تجاوزات في شوارع الخرطوم لا يحدث حتى في أكبر العواصم المكتظة بالسكان، وللأسف يحدث هذا دون مبررات واضحة.

صحيفة الأنتباهة

Exit mobile version