من وجهة نظري أن التلفزيون لا يحتاح إلى لجنة لإزالة التمكين، ولا لجنة (تسكين)، بقدر ما يحتاج إلى إهتمام حقيقي من الحكومة الإنتقالية، يبدأ بإسناد أمره وأمر كل إدارته إلى أصحاب الكفاءة من أبنائه وبناته، الذين قدموا له سنوات نضرات من أعمارهم، وقدموا الكثير من التضحيات من أجل أن يواصل رسالته الوطنية، ومن أجل أن تظل شاشته متوهجة بالإبداع، ومعبرة عن كل سوداني وسودانية، تحملوا ظلم السنين من النظام البائد الذي ضنى عليهم حتى بصرف أجورهم في أجلها المعلوم، وتحملوا صعوبات العمل في بيئة قاسية، ومع ذلك لم يكلوا ولم يملوا، ولم يبدلوا عشقهم وولاءهم للوطن، ولهذا الجهاز.
بالطبع أمثال هؤلاء لا يمكن أن يكونوا (كيزان) أو يكون لهم إنتماء غير للوطن وللتلفزيون.
أسماء كثيرة ذات تاريخ باذخ، وعطاء غير محدود داخل (الحوش)، يمكن أن تقوم بمهمة الإدارة على أحسن وجه، وأن تلحق التلفزيون بركب التغيير الذي انتظم البلاد، بدلاً عن تكليف أسماء تفتقد للخبرة وتجهل الكثير من أمور العمل التلفزيوني، وليس أدل مما حدث عشية أحداث تمرد أفراد من هيئة عمليات المخابرات العامة، حيث تابع الشعب السوداني مجريات الأحداث عبر فضائيات خارجية، وكان التلفزيون القومي وقتها مشغولاً بأمور أخرى، وكأن الذي يجري في جزر (واق الواق)، وليس في قلب الخرطوم، وكان الأكثر أسفاً إطلالة مدير إدارته السياسية عبر واحدة من تلك الفضائيات محللاً للأحداث.
خلاصة القول: إن إزالة التمكين في هذا الجهاز لا تحتاج إلى (قومة وقعدة)، بقدر ما يحتاج التلفزيون إلى إدارة كفاءات على وجه السرعة، لأن أي تأخير في آداء دوره يعني تأخر الحلول لكثير من الملفات التي يشكل فيها الإعلام- وأوله التلفزيون- رأس الرمح، وأولها ملف السلام.
خلاصة الشوف:
(كيزان) التلفزيون معروفين، ولجنة خاصة بمراجعة ملفات العاملين تكفي لإزالة التمكين، وليس (التسكين).
صحيفة آخر لحظة