زحمة.. زحمة

يوم أمس كان يوماً استثنائياً في شوارع الخرطوم الرئيسة والفرعية وحتى الزقاقات، ازدحام مروري غير طبيعي وتكدس في الشوارع ومع الاشارات الضوئية رغم العدد الكبير لرجال المرور والذين كانت بينهم رتب رفيعة عقداء وعمداء كانوا وقوفاً في الشوارع .
الاختناق المروري كان غير مبرر خاصة وأن الوقت كان قبيل المغرب ما يعني أن وقت الذروة انتهى وأن الدوام أيضاً انتهى في الدواوين الحكومية والقطاع الخاص على السواء .
إذن.. ماذا يحدث في قلب الخرطوم..؟؟ هل هي زحمة مصنوعة..؟؟ على غرار أيام العصيان المدني والتي كانت تصدر فيها توجيهات وقتذاك تطالب عضوية المؤتمر الوطني بملأ خزانات وقود سياراتهم والتسكع في شوارع الخرطوم ليهزموا فكرة العصيان المدني . ام أنها أزمة قرارات تجعل المواطنين يقودون سياراتهم على غير هدى، ويتحركون في حلقة مفرغة .
إن النظر الى جوهر مشكلة المرور ومحاولة تشخيصها، يجب ألا يستبعد احتمالية المؤامرات الكيزانية والتي تستصحب تاريخهم الاسود في كل ما من شأنه أن يضر بالوطن والمواطن. ايضاً فإن معالجة أمر الاكتظاظ المروري لا يكون بعيداً عن الحديث عن ترخيص (٥٦٨٠٠٠) الف سيارة سنوياً، ما يعني أن لدينا أكثر من نصف مليون سيارة تدخل الى الخدمة وتسير في نفس الشوارع التي لم تتغير، وأن تغيرت فالاخطاء الهندسية ومشاكل التخطيط تجعل منها معوقاً للحركة وليس العكس . اذا انه لا يستقيم أن تشيد كوبري جديد اوتسفلت شارع في ثلاثة اعوام مقابل استقبال نفس هذه الشوارع لقرابة الـ ٢مليون سيارة جديدة .
هذا طبعاً غير الثقافة المرورية المنعدمة والتي تجعل احدهم يتعامل مع الشارع بمفهوم انه من ورثة ابوه، فيقود سيارته بكل غطرسة معتقداً أن (قلع الشارع نوع من الرجالة ) . إن ما يبذله رجال المرور هذه الأيام من مجهود يستحق الثناء والتقدير، وما يقوم به سائقو بعض المركبات ويحتاج الى الوقوف عنده كثيراً .
خارج السور
ويبقى قبل كل هذا وذاك، أن البلد تحتاج الى ثورة حقيقة في مجال البني التحتية والطرق والجسور ومترو الانفاق. وثورة أكبر في الثقافة المرورية..

صحيفة الأنتباهة

Exit mobile version