في الوقت الذي يحتفل رئيس الوزراء د. “عبدالله حمدوك” مع الجمهوريين بذكرى إعدام “محمود محمد طه” ، ما يزال منصب محافظ مشروع الجزيرة -أكبر مشروع زراعي في العالم – شاغراً منذ (شهر) بالضبط !!
وفي الوقت الذي يُبشِّرنا فيه رجل الأعمال المعروف “معاوية البرير” بتوقيع عقد شراكة زراعية مع شركة كندية بحضور السفير الكندي في الخرطوم أمس ، لتوريد تقانات زراعية وتحسين إنتاج البذور ، يحتجب وزير الزراعة – لا أعرف اسمه وأنا متأكد أن غالب من يطالعون هذا المقال لا يعرفون اسمه – فلا نعرف له فعلاً .. ولا رسماً .. ولا عطاءً في حكومة (اللا كفاءات) الانتقالية !!
بدلاً من أن يتفرغ “حمدوك” للمشاركة في الاحتفالات والزيارات الداخلية والخارجية عديمة الفائدة ، عليه أن ينكب على مكتبه ويعيِّن محافظاً كفؤاً لمشروع الجزيرة ، من أبناء دفعته أو الدفعات التي تليه في كلية الزراعة بجامعة الخرطوم .
بدلاً من البرامج غير المنتجة ، كان على رئيس الوزراء أن يجتمع بعدد من السفراء المخضرمين المهنيين والقوميين ، سواء عملوا مع (الإنقاذ) أو لم يعملوا ، لاختيار سفراء للمحطات – غير سياسيين ، لأن سفراء التمكين القحتاوي سيتم فصلهم فور نهاية الفترة الانتقالية – وهناك العشرات من السفراء (التكنوقراط) بين العاملين حالياً في الخارجية ، جديرون بتمثيل السودان وتغطية الثغرات ، حيث تعمل غالبية سفاراتنا بالخارج دون سفراء منذ شهور طويلة ، فقط لأن ثلة بلا رؤية ولا بصيرة من ناشطي الأسافير هاجمت هذا السفير أو ذاك ووصمته بأنه (كوز)!!
هل تصدقون – سادتي القراء- أن السودان ليس لديه سفير معتمد حتى اليوم في كل من : مصر ، السعودية ، تركيا ، قطر ، سلطنة عمان ، بريطانيا ، إيطاليا ، ألمانيا ، بلجيكا ، إيرلندا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، كوريا الجنوبية ،كينيا ، إثيوبيا ، المغرب .. والقائمة تطول !!
رئيس حكومة بلا سفراء معتمدين في الخارج، ورغم ذلك يسافر للخارج، دون انقطاع ! ماذا يفعل وكيف تنجح زيارات دون خطة يضعها سفير ؟! لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن عدداً من الوزراء والوزيرات (عالة) على الحكومة الانتقالية، ولابد من إعفائهم عاجلاً غير آجل ، وعلى رأسهم وزيرة الخارجية ضعيفة القدرات ، ووزير الزراعة الغائب في وزارة الإنتاج والحضور !!.
الهندي عزالدين
المجهر