ترى ما الذي جرى للسودانيين ؟

اقتحم مكتبي أحد الإخوة الصحفيين وهو يتصبب عرقاً رغم برودة الطقس وهو يتمتم في قلق وخوف ما الذي جرى للسودانيين يا أستاذ ؟

وحكى لي أنه كان يقود سيارته في شارع ( أوماك )، إذ توقفت فجأة ركشة في قلب الشارع، وخرج سائقها الشاب وبيده سكين طويلة لامعة وهو يهدر بكلمات بذيئة نابية ومتوعدة.

وترجل من ذات (الركشة) شاب آخر، وهجما على بعضهما البعض، وكادت السكين تخترق قلب الشاب إلا أن لطف الله قدّر أن يسقط بعيداً فأخطأته الطعنة الغادرة.

وتدخل أولاد الحلال في اللحظة الأخيرة وأمسكوا بمعصم الشاب واقتلعوا منه المدية الحادة. وكانت المفاجأة أن الخلاف كان في عشرة جنيهات زيادة على المشوار لم يتفقوا عليه.

قال لي الأخ الصحفى لقد أحزنني تفاهة السبب وتدني قيمة الإنسان في بلادنا، وهالني مستوى السباب الذي طال أمهات بعضهم بلغة مخزية.

وبعد فض الاشتباك، أوقفنا سيارة لابعاد الشاب ورفيقته، كانت المفاجأة أننا قد وجدناها مغمى عليها، فحملناها إلى المستشفى ولا نعلم هل أفاقت أم غادرت الحياة من هول الصدمة؟
ظل الزميل الصحفي يصيح في توتر وخوف بالغين، ماذا حدث للسودانيين يا أستاذ ؟ ماذا حدث؟

وبالأمس وفي قضية عمل يمكن أن يفصل فيها قاضي مبتدئ ويترافع عنها محامي تحت التدريب، كادت أن تغرق الخرطوم المسالمة في نهر من الدماء، وكادت أن تدخل كل بلادنا جحر ضب خرِّب، يبدو أنه في هذا الزمان الجاحد ( نجد سائق الركشة وسائق العظمة واحد !) .
حسين خوجلي

Exit mobile version