الكل خاسر
لقد لاحظتم بالامس الثلاثاء 14 يناير 2020 كيف ان ساعات قلائل هزت الوطن ، وارعبت المواطنين في بيوتهم واصيب من اصيب وليس له ناقة ولا جمل في الامر ، هذا الامر يوضح لنا جليا ان حالة الاحتقان هذه والتي يخلقها مرضى السياسة والسلطة في السودان لايمكن ان تكون بها خير لهذا البلد ، ولقد بينت هذه الحادثة ان الحلول المستعجلة والغير مدروسة يمكن ان تؤدي الى كارثة ، ونفس الوقت تبين اننا سريعي توزيع التهم فيما بيننا ، والهروب من المسؤلية ..
هذا البلد وكنا قلنا من قبل ليس بحمل يومين فقط من فوضى مسلحة ،او تبادل لتراشق النار في الشوارع وداخل المدن وبالذات العاصمة فسوف يموت الناس من غير ضرب النار وانما بالسجن والجوع داخل بيوتهم .
فعليه على كل الاطياف السياسية ان تتعقل وتتعامل بوعي اكبر وتفكير اعمق لانه لايمكن لك وحدك ان تستفرد بحكم هذا الوطن الكبير الكيزان جلسوا ثلاثين عاما وفي الاخر ازيحوا بهذه الطريقة المهينة .نميري رحمه جلس ما يقارب 17 عاما وفي الاخر لم يتسطع ان يدخل بلده لسنوات طويلة ، والصادق المهدي منح اكثر من فرصة ولكن لم ينجح ولم يقدم شيئا للبلد او تدرون لماذا لانهم جميعا حاولوا الاستفراد وتناسي الاخر ..
والان هذه الحكومة المعتدية على ثورة الشعب كذلك لن تفلح وهي تنتهج نفس نهج السابقون وهو الابعاد والتفرد رغم انهم اقلية وسط الشعب فكيف يفكرون فيما يفكرون به ، رغم انهم شطحوا وذهبوا الى ابعد من ماهو مسؤولية حكومة انتقالية فذهبوا لتعديلات التشريعات والقوانين وابعاد الاخر وتغيير المناهج وفصل المعلمين والاساتذة الجامعيون رغم ان هذا كله من إما من عمل البرلمانات او رئائسة الجمهورية المنتخبة شعبيا ،،
هذه الحكومة تصرفت تصرفات لايحق لها ان تفعلها ، وهي الى الان تماطل في تكوين المجلس التشريعي حتى لايسحب البساط من تحتها لاصدار تشريعات تهدد افعالها ،
اثبتت هذه الاحداث ان هناك حالة احتقان متشبعة في القوات المسلحة وكثير من اجنحتها ومن لم يتممرد حاليا فسيتمرد ، واثبتت الاحداث ان هناك تدخلا فظيع من بعض الدول وحسب كلام حميدتي وليس تخمينا فقد نسب الامر لصلاح قوش وصلاح قوش يقيم في بلد عربي واكيد ان تحركاته واتصالاته مرصودة فصمت الدولة المضيفة يعني انها تريد ذلك.
بل وهناك من يدعمه داخليا ..فبانتهاء هذه التمرد الصغير الذي موه في الاول انه مطالبة بحقوق مالية ..لن يكون النهاية وليس الاعنف او الاقوى بل ان لم نتعقل كسوادنين ونجلس لبعض فلن يستقر الامر او تسلم الدولة ..
انها ثورة والثورة لا يمكن ان تكون متوقفة في محطة واحدة ولا يمكن هدفها يلخص ويختصر في تصفية نظام دون سياسة واضحة نحو من اجل ماذا قامت هذه الثورة ، انه الصراخ والعواء ونحن نقف عند الجدار ونحفر بارجلنا ونكتح في التراب وهكذا لن تحل المسائل ان الوقفة التي يقف عندها الهتيفة ستكون سببا في تاخر الكثير من المسائل وتعقيد المشاهد .
اجعلوا عجلة الانتاج تدور وتحركوا ليكون الحسن قدوة للسيء وتحركو ليكون المظلوم تحت عدالة وتحركوا لندفن ضغائن السياسية ن وتحركو لنتبع سنن القانون وليس شريعة الغاب.
بقلم
المثنى سعيد