تفاجأ عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي امس ببوستر ترويجي لحفل (رقيص عروس) جماهيري، ذلك الحفل الذي يعتبر الاول من نوعه بالسودان، حيث لم تشهد السنوات الماضية مثل تلك النوعية من الحفلات الجماهيرية، وهو مايجعل ذلك الحفل يدخل حيز (اثارة الجدل) منذ اطلاق اعلانه امس.
واكدت مصادر (خرطوم ستار) ان الحفل سياتي بمشاركة عدد من خبيرات التجميل بالاضافة الى مشاركة المطربة قسمة والتي اشتهرت باحياء حفلات (رقيص العروس) المعروفة في السودان منذ سنوات، الى جانب مدربة الزومبا المعروفة يسرا الباشا.
واختارت اللجنة المنظمة للحفل صالة قولوريا بنادي الاي جي سي بالمطار لتكون حاضنة الحفل والذي تم الاعلان عنه في السابع والعشرين من الشهر الجاري، بينما رصدت (خرطوم ستار) تفاعلا كبيرا من السيدات اللائي ابدين رغبتهن في الحضور واقتطاع تذاكر الحفل التي لم تتضح قيمتها حتي الان.
(رقيص العروس) هو موروث قديم يتضمن حفل الزواج ، حيث تقوم خلاله العروس بتقديم عرض في الرقص وفنونه أمام زوجها بحضور أصدقائه وأهله، احتفاءً بنهاية مراسم الزواج، وبدء حياة جديدة، ويعود هذا الموروث الثقافي_بحسب التوثيق المتوفر_ إلى مملكة كوش حيث كانت تسمى رقصة إله الخصوبة.
وتكون هذه الرقصة بمشاركة المرأة والرجل من خلال حفل الزواج وأيضا تحكي الصراع الأزلي بين المرأة والرجل والآن يعتبر رقص العروس هو طقس مكون من عدد من الرقصات تؤدى أمام المتفرجين من المدعوين لحفل الزفاف من الجنسين.
وفي لقاء قديم للباحثة في التراث السوداني إيمان عبد العظيم تقول:” رقص العروسة كان في الماضي من أهم طقوس الزواج التي ينتظرها الناس في الزواج السوداني، وكان يمارس على الملأ من المعازيم وكان لا يوجد خوف من تصوير أو غيره أيضاً لا يوجد ما يمنعه ويتقبله المجتمع كعادة مرتبطة بالفرح الأكبر وهو الزواج.
وتضيف إيمان عبد العظيم :” وكان الغرض الأساسي من الرقص على حسب مفهومه عند النساء وتحديدا الكبيرات في السن من أهل العريس أو العروس هو إثبات أن العروسة خالية من العيوب وسليمة”الخلقة” ولا يعيبها شيء، كما تستعرض في هذا اليوم جمالها وهدايا العريس من حلي وأقمشة وغيرها”.
المصدر :خرطوم ستار