إذا عُرف السبب بطل العجب!!
ما الجديد في الفيديوهات التي تقوم بنشرها قناة العربية في شكل سلسلة عن تنظيم الأخوان المسلمين ونظامه في السودان والتي أطلقت عليها إسم خفايا وأسرار؟! ما الخفايا وما الأسرار وما الجديد لهذه العصابة المجرمة ؟! هل بعد كل الذي فعلوه في السودان والشعب السوداني طوال ال٣٠ عام ستدهشنا مجرد فيديوهات تنشرها العربية لممارسات وسياسات ومنهج وأفعال هذه العصابة ل٣٠ سنة نحن أصلاً عايشناها وعشناها بكل تفاصيلها المُذلة والمُهينة والخبيثة والقاتلة والوحشية سنة بعد سنة ويوماً بعد يوم ولحظة بعد لحظة ؟! ما الجديد في الممارسات المجرمة ومن هو الوجه الجديد من الوجوه القبيحة التي نحفظ ملامحها عن ظهر قلب؟! ولماذا خرج الشعب إذن في ثورته العظيمة ضدهم مطالباً بسقوطهم وسقوط نظامهم المجرم إذا كانت هذه أسرار وخفايا؟! ولماذا خرج يطالب بالقصاص من هذه الوجوه المجرمة إذا لم تكن معروفة ومحفوظة؟! لا أرى أي شئ مدهش أو مثير في هذه الفيديوهات لأن الدهشة تأتي من الإكتشاف، من الجديد المُبتدع وليس من ما هو معروف أصلاً بل ومُعايش بإستمرار ولسنوات وعهود!!
إذن ما الهدف لنشر قناة العربية لهذه الفيديوهات وماذا تُريد من محاولة خلق نوع من الإثارة والدهشة لشئٍ يخلو أصلاً منهما؟! قناة العربية قناة موجهة مثلها مثل أي قناة إعلامية ولا يمكن ان تقوم بعمل إعلامي يتعارض مع توجهها، وجميعنا نعلم جيداً أي التوجهات تخدم قناة العربية، بلا شك أنها تخدم توجهات وسياسات المحور السعودي الإماراتي والذي دعم وما يزال يدعم النظام في السودان وساهم مساهمة كبيرة في محاولات أجهاض ثورة الشعب السوداني ضده وفي تدعيم مشروع الهبوط الناعم والتسوية لصالح مصالحه المعروفة مع النظام من دعم النظام لحربهم ضد اليمن وإلى الإستيلاء على ذهب السودان وغيرها من المصالح الإقتصادية واللوجستية الحالية والإستراتيجية. فبتالي أي عمل إعلامي تقوم به قناة العربية لن يتعارض أبداً مع هذه المصالح ولابد أن يصب في مجراها وبالتالي لابد أن يصب في مجرى مصلحة النظام في السودان وليس العكس. إذن ما الهدف من نشر هذه الفيديوهات التى تبدوا أنها كشفت وفضحت المستور الذي سيضر بالنظام بعد فضحه وتعريه؟!
الهدف حسب توقعاتي أن قناة العربية تحاول إثارة ضجة بنشر سلسلة الفيديوهات التي أسمتها بالخفايا والأسرار والتي هي مفضوحة سلفاً حتى تُطفي عليها مزيد من الأثارة وترفع عدد المشاهدات حتى تأتي في النهاية لتختم هذه الحلقات بالثورة السودانية على كل الجرائم والموبقات التي تم كشفها ودور اللجنة الأمنية وحمتي وصلاح قوش في الثورة بإنضمامهم وإنحيازهم للثورة والإنقلاب على البشير وكيف أن التغيير جاء من داخل النظام نفسه، وتمجيد دورهم وإتفاقهم مع حلفائهم في قوى الحرية والتغيير وتمجيد مشروع الهبوط الناعم والتسوية المدعوم من المحور الأماراتي السعودي وما نتج عنهما من فترة إنتقالية. قناة العربية ستحاول في ختام حلقاتها أن تروج لفكرة أن التغيير قد جاء من داخل النظام نفسه. وأن الإسلاميين واللجنة الأمنية للنظام كان لهم دور كبير في الثورة السودانية وبدونهم لما نجحت وإنتصرت على نظام البشير!!
هذا هو الهدف والسبب من نشر قناة العربية لخفايا وأسرار تنظيم الأخوان المسلمين في السودان. والذي يصب في مصلحة التنظيم ونظامه وليس العكس وبالتأكيد في مصلحة المحور الأماراتي السعودي وحلفاءهم.
وإذا عُرف السبب، بطل العجب!!
اشتياق خضر