قال رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك ان أولويات حكومة الفترة الانتقالية هي تحقيق السلام في السودان بصفة عامة ولشعب جبال النوبة بصفة خاصة مؤكدا بأن ثورة ديسمبر جاءت لوضع حد لمعاناة المواطنين بسبب الحرب .
واوضح لدي مخاطبته اللقاء الجماهيري الخميس بمدينة كاودا ان المرتكزات الأساسية للسلام تعتمد على مخاطبة جذور الازمة التي تقوم على المواطنة وعلى التعدد الثقافي واحترام الاخر والمشاركة الواسعة لصنع السلام خاصة من النساء والشباب .
وقال ان رؤية حكومة المرحلة الانتقالية للسلام تقوم على خمس محاور رئيسية تتمثل في محور التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تخاطب قضايا التهميش والتنمية الغير متوازنة عبر تشييد المستشفيات والمدارس والطرق وغيرها من البني التحتية
ومحوربناء علاقات خارجية متوازنة ومحاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة كما تطرق لمحور الإدارة الذي يشتمل علي عدد كبير من القضايا التي طرحها القائد عبد العزيز الحلو في كلمته كالمشاركة العادلة في الحكم وشكل الحكم واجهزته وعلاقة الدين بالدولة بجانب محور الترتيبات الأمنية التي نحلم عبرها ببناء جيش وطني يعالج قضايا التعدد والتميز وان نرى أنفسنا كلنا كسودانيين في هذا الجيش، فيما يتمثل المحور الرابع في معالجة القضايا الإنسانية مشيرا الي ان حكومة المرحلة الانتقالية منذ مجيئها عملت على ازالة العراقيل والعقبات التي كانت تقف أمام وصول الإغاثة للمتاثرين بمناطق الحرب وستظل الحكومة نعمل على ذلك. وأشار حمدوك الي ان المحور الخامس يتمثل في مراجعة بعض القوانين والتشريعات ومعالجة قضايا التعويضات والعدالة الانتقالية.
ووصف رئيس الوزراء زيارته لكاودا بأنها تمثل يوم تاريخي وانه يعجز عن إيجاد الكلمات التي تعبر عن عظمة هذا اليوم وترحم علي شهداء الثورة السودانية في مختلف الحقب محييا ذكرى القائد يوسف كوة مكي الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه كمناضل من أجل الحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان كما حيا نضال الهامش وإسهاماته في نجاح ثورة ديسمبر.
وناشد الدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء قيادة وجماهير الحركة الشعبية شمال والجيش الشعبي بأن يقبلوا على صناعة السلام ودعاهم لدي مخاطبته الاحتفال الجماهيري الذي نظم على شرف زيارته لمدينة كاودا للانضمام للسلام بصدق حتي يتفرغ الجميع لبناء السودان الجديد وقال أن السلام بات حلما قريب المنال وأضاف “انتم عظم الظهر في صناعة هذا السلام”.
ودعا حمدوك الحركة الشعبية للعمل مع كل مكونات الشعب السوداني للعبور بالوطن الي بر الامان وقدم رئيس الوزراء الدعوة للقائد عبدالعزيز الحلو لزيارة الخرطوم قائلا ” خرطوم الثورة في انتظارك”.
وتشير سونا الي ان ررئس الوزراء عبد الله حمدوك هو أول مسؤول سوداني تقدم له دعوة رسمية لزيارة كاودا التي تعرف بأنها المعقل الرئيسي للحركة الشعبية.
وأكد رئيس الوزراء د.عيد الله حمدوك أهمية العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان مبينا ان اول زيارة خارجية له بعد تقلده المنصب كانت لجوبا.
وقال لدي مخاطبته اللقاء الجماهيري الحاشد بكاودا ان العلاقات ببن السودان ودولة الجنوب علاقات ضاربة في الجذور مشيرا الي القرب الوجداني بين الشعبين الشقيقين مبينا ان ارادة التاريخ كتبت أن نكون شعب واحد في دولتين مؤكدا رغبة السودان في بناء علاقات متقدمة ومتطورة مع دولة الجنوب داعيا الي جعل الحدود المشتركة بين البلدين مناطق لتبادل المنافع المشتركة.
واشار حمدوك الي ان السلام كان أمنية غالية وعزيزة للزعيم الراحل جون قرنق الذي تحدث كثيرا عن حزام التَماس الذي سماه بحزام التماذج والذي يمتد من ام دافوق في حدود السودان مع افريقيا الوسطى الي الكرمك مع إثيوبيا مشيرا الي انه حزام غني بالموارد الاقتصادية وعلينا استغلال هذه الحدود لمنفعة الشعوب.
واشاد رئيس الوزراء بالجهود التي تضطلع بها دولة الجنوب في رعاية مفاوضات السلام بين الفرقاء السودانيين في جوبا معربا عن أمله في أن تفضي هذه المفاوضات الي سلام دائم وعادل في البلاد.
سونا