“زيارة حمدوك لكاودا لا قيمة لها من ناحية سياسية وضررها المتوقع على البلاد أكبر من نفعها. من خطط ونفذ هذه الزيارة شخص عابث يتجاهل الوضع القائم بين السلطة المركزية في الخرطوم وقوات عبدالعزيز الحلو المتمردة عليها والتي هي في حالة حرب وعداء معها. ما هو موقف الجندي السوداني الذي يقف الآن في الدفاعات حامياً لمناطق كردفان من هجوم ممكن لقوات الحلو؟ هل هو على استعداد للموت دفاعاً عن بلد يقتسم قائدها التنفيذي الرغيف مع قائد العدو ويستقبل بالحفاوة وقرقول الشرف في أرض العدو؟
لماذا لم يقدم حمدوك تصوره للزيارة للرأي العام ويقنعه به ويخلق زحماً لزيارته قبل القيام بها؟
لنضع الزيارة في نسق يقربها للفهم: ماذا لو زار الرئيس الأسد مواقع الجيش السوري الحر؟
ماذا لو زار رئيس وزراء المغرب تندوف واستقبله قادة بوليساريو بقرقول الشرف؟ لنقرب الصورة أكثر لقادة الحكومة: ماذا لو زار نتنياهو غزة واستقبله طابور من كتائب القسام؟
الشيء الوحيد المفيد لحكومة السودان من هذه الزيارة هو ما يمكن تسميته ب(التجسس الرئاسي) وهو الحصول على معلومات لا يمكن للتجسس العادي الحصول عليها من نوع التعرف على أماكن الضيافة ومساكن الجيش وطريقة تدريبه وتسليحه ونوعية ملابسه والتعرف على نوعية الطعام وتحسس مشاعر جيش الحلو والمواطنين بشكل غير مباشر ومعرفة حراس الحلو وقبائلهم ونوعية من يحيطون به وغير ذلك من المعلومات التي تساعد في التحليل لكنها ليست مهمة في الصراع العسكري..
حمدوك يعتقد أن العمل هو الزيارات فإذا أراد العمل في الخارج فهو يزور الخارج وإذا أراد العمل في السلام فهو يزور مناطق الحرب!
هذا تصور قاصر ومحدود ولا يناسب رجل دولة في مرحلة فاصلة كهذه.
نحتاج إلى رئيس وزراء يضع الخطط والتصورات ويتابع مرؤوسيه في التنفيذ.. لا رئيس خاضع لشروط الفيسبوك ومغرم بالزيارات والتقاط الصور..
محمد عثمان إبراهيم