د. عبد القادر سالم حالة فنية سودانية تستحق الوقفات والدراسة في جانبيها الفني والإنساني، فقد جاء من كردفان ضمن الأربعة الذين قدموا من هناك للعاصمة الخرطوم، حاملين أشواق نشر إيقاعات تلك المناطق في البلاد. فاشتهرت للفنان صديق عباس، قبل رحيله عن دنيانا كثير من الأغنيات من بينها (مطر الرشاش الرشة) وكان صديق له الرحمة برغم جمال صوته أقل طموحاً في أن يحقق الانتشار الذي حققه عبد القادر سالم، بالداخل والخارج أما الفنان عبدالرحمن عبد الله بلوم الغرب، فقد قدم أجمل الأغنيات بصوته المميز وإمكانياته التطريبية العالية، فترك لنا قبل أن يقعده المرض شفاه الله كثيراً من الدرر النفيسة من بينها شقيش قول لي مروح، وجدي الريل أبو قزيمة، وغيرها أما إبراهيم موسى أبا، فقد استطاع قبل رحيله أن يقدم الكثير من الإشراقات التي أكسبته الخلود مثل عز التوب والبنية مالكي وعيني عليك باردة يالسمحة يالواردة، وبقى د. عبد القادر بيننا أمد الله في عمره بطموحه الفني الكبير وإنسانيته العالية، يواصل العطاء وهو المعلم الذي اختار الفن بجانب مهنته الأولى التي لم يتركها حتى الآن ليشكل الوجدان السوداني بأعماله المميزة، بل تعدى بفنه الداخل إلى الخارج ناشراً التراث السوداني في أفريقيا وأوروبا وآسيا مدهشاً للناس هناك بجمال الإيقاعات السودانية وطريقته المميزة في الغناء أما في جانبه الإنساني فإني أشهد وشهادتي لله لم يقترب عبد القادر يوماً من الحكومة السابقة، بحثاً عن موقع بل كان كل همه إعانة زملائه المبدعين، فعندما كنت أعمل في وزارة ثقافة الخرطوم كان لا يأتينا تلفوناً من د. عبد القادر إلا ليدعونا من خلاله لنعين في علاج زميل له، ولم يقدم يوماً طلباً لنفسه برغم أنه أحوج لذلك في ظل الظروف
المعيشية المعلومة، وحتى عندما عملنا بطاقات علاجية للفنانين، رفضها هو بحجة أن هناك من هم أولى بها من زملائه المرضى وعبد القادر تجده بجانب زملائه المبدعين في السراء والضراء، لذلك فاز على الموسيقار محمد الأمين الذي نافسه على رئاسة الاتحاد في آخر انتخابات في وقت كانت فيه الحكومة لا تريد فوز عبد القادر وطلبت منه الانسحاب، لكنه رفض من أجل رغبة زملائه وكل هذه المعطيات تجعل أعداء النجاح يحاربون رجلاً محبوباً مثل عبد القادر سالم، وبرغم ذكر فرفور لعدد من الأسماء منتمية للأمن ليس من بينها د. عبد القادر إلا هناك من روج في وسائل التواصل الاجتماعي أن د. عبد القادر عميداً في الأمن ويقيني أن د. عبد القادر، لو كان كذلك لما نفى مثل فرفور فليس في ذلك سُبة وإنما المحزن أن يكون ذلك لغرض في نفس من فعلها تجاه رجل جعله التلفيق المغرض يلجأ للقضاء حتى يوقف من يلوون عنق الحقيقة لأغراضهم فهؤلاء قتلوا المبدع المعركة البخيت وهو حي يرزق ونسجوا كثيراً من إشاعات تصفية الحسابات الأخرى فإلى متى مثل هذه الحروب التي لا تشبه أخلاقنا إلى متى؟.
صحيفة آخر لحظة