تلقيت كثيراً من الرسائل والتعليقات على خلفية ماكتبته في هذه المساحة أمس الأول من أهمية تبجيل واحترام وتقدير الشرطة وضرورة استعادة دورها الأساسي في الحفاظ على الأمن الداخلي وتحقيق الاستقرار.
سرني أن طيفاً واسعاً من التعليقات مازال يراهن على هذا الجهاز وقوميته في تحقيق الأمن والاستقرار ولا يرى سواه بديلاً لإنفاذ القانون، وتنفيذ استحقاقات مرحلة المدنية.
اطمأننت على مستقبل الشرطة من خلال التفاعل الذي سطره عدد كبير من القراء على ما كتبنا، مازال السودانيون يتعاملون مع هذا الكيان الوطني الحساس على أساس أنه (خط أحمر) ومن المفترض أن يحفظ بعيداً عن الاستهتار وتصفية الخلافات.
حجم البلاغات اليومية (40)ألف بلاغ يشكل واقعاً مخيفاً مع تنامي الظواهر السالبة ،وازدياد الجرائم ونوعيتها، نشاط جماعات النيقرز وممارسات السلب والنهب على الطرقات، السرقات الليلية وجملة من مخاطر الأمن الداخلي كلها أسباب تتطلب وعياً إضافياً بضرورة المحافظة على هذا الجهاز بعيداً عن الأجندة والمماحكات والأمزجة والتقاطعات السياسية.
أشعر ومثلما قالت الشرطة نفسها إن هنالك جهات ترتب لخلق فجوة بينها والمجتمع ، تمهد لفوضى أمنية تخدم أجندة وأهداف خبيثة لجهات لا تريد لهذا الوطن استقراراً ولا سلاماً.
حسناً فعلت الشرطة وهي تستعيد عبر الانتشار الواسع (عضلاتها) وتنبئ عن وجود قوة جاهزة للحسم والردع مثلما هي حاضرة للإسهام الإيجابي في دعم مفاهيم منفستو الثورة القائم على الحرية والسلام والعدالة.
عدم وجود استقرار في جهاز الشرطة تبدى في التغييرات المتتالية التي طرأت على قياداتها في فترة وجيزة، إذ إنه وخلال تسعة أشهر تم تغيير ثلاثة قادة في سابقة تحدث لأول مرة .
الذين يرون أن هنالك تباطؤاً في تعامل الشرطة مع الأحداث عليهم السعي لتحقيق الاستقرار أولاً في قيادة هذا الجهاز الحساس، لم تستقر تشكيلة قيادة الشرطة خلال الفترة الماضية بالقدر الذي يمكنها من تحقيق الاختراقات المهمة في الحفاظ على الأمن والاستقرار، الشرطة تحتاج فقط إلى الدعم والتحرر من آثار الاستفزازات المتكررة لمنسوبيها من قبل بعض الذين فهموا التغيير بصورة خاطئة امنحوها ما تريد واطلقوا يدها اعيدوا لها عزتها وسلاحها وسترون منها ما يسركم بإذن الله.
نعم الشرطة (خط أحمر) لا تتهاونوا في تمكينها على النحو الذي يحسم الفوضى ويحقق الأمان والاطمئنان المطلوب جداً خلال الفترة الانتقالية، فالبديل للشرطة هو انفراط الأمن والانفلات الذي لا يبقي ولا يذر، شكراً لكل من راسلوني…
صحيفة اليوم التالي