عانت كامري كورتو، من حالة طبية أثناء حملها تسببت في مضاعفات دمرت ذاكرتها وقدرتها على الاحتفاظ بذكريات جديدة.
استيقظت كامري ذات يوم في المستشفى، لتجد نفسها غير قادرة على التعرف على زوجها، وتشعر بألم شديد في بطنها إثر إجراء عملية ولادة قيصرية لا تذكر عنها أو عن الحمل نفسه شيئًا.
وصفت عائلتها الموقف، بأن عقلها كان كالقرص الصلب في جهاز كمبيوتر تم مسح جميع ملفاته، ولن يتم استرداد أي شيء.
في البداية خرجت كلماتها بالإنجليزية، لكنها كانت مشوهة ولا تعني شيئًا، ببطء بدأت توضح معناها وتستطيع المشي والتحدث، لكن ليس لديها ذاكرة تتجاوز اللحظة الحالية.
وبحسب موقع ديلي ميل البريطاني، التقى الزوجان في عام 2009، وبعد 3 سنوات، حملت كامري، لكن في الأسبوع الـ 33، عانت من مقدمات الارتعاج، وهو اضطراب حمل قد يكون قاتلًا، ويتميز بارتفاع ضغط الدم والتورم، وتطور الأمر إلى تسمم دم الأم مع حدوث نوبات؛ لذلك خضعت لعملية جراحية لإنقاذها وإنقاذ الجنين، وأثناء العملية القيصرية الطارئة، فقدت كامري إمدادات الأوكسجين إلى دماغها لمدة خمس إلى ثماني دقائق، وأصيبت بسكتة دماغية ونزيف في دماغها، وتسبب كل ذلك في فقدان الذاكرة الكارثي لها.
ظلت كامري في غيبوبة مستحثة طبيا لمدة يومين، وعندما استعادت وعيها، اكتشف الأطباء أنه حدث تلف في منطقة الحصين، وهي منطقة حيوية في المخ للذاكرة طويلة الأجل وقصيرة الأجل.
الوحيدة التي شعرت بارتباط غريزي معها كانت أمها، لكنها لم تكن تدري من هي، مجرد إحساس يربطها بالمرأة الواقفة أمها.
وقالت كامري: من اليوم الذي تولد فيه، تبدأ في خلق ذكريات، من الصعب أن أعلم أنني لا أملك أي شيء منها، خاصة الذكريات الكبيرة مثل الزواج والحمل، ولن أحصل على ذكرى جديدة بعد الآن.
قال الزوج: كنت أضع طفلنا بين يديها، لتسألني من هذا الطفل؟ واخبرها أنه ابنها لتشعر بالدهشة وتسألني مجددًا لدي طفل؟، مررنا بهذا الموقف مرارًا، وبات روتينًا لفترة طويلة.
حاليًا، بعد مرور 7 سنوات على ولادة طفلها جافين، لا تزال كامري تعاني مع ذاكرتها، لكنها أحرزت تقدماً ملحوظاً الآن، ويساعدها زوجها في التغلب على الصعوبات غير العادية التي تواجهها هذه المرأة الشابة.
وكتبت كامري وزوجها وستيف كتابًا عن تجاربهما، وتقول عن ذلك: في كل مرة أقرأ فيها الكتاب، أشعر بالحزن من أني لا أستطيع تذكر كل هذه الذكريات السعيدة.
وتابعت: الجميع يأخذ ذكرياته كأمر مسلم به، لديك الآن إحساس بهويتك، تتذكر طفولتك، تعرف عائلتك وأصدقائك، تتذكر قيادة السيارة، لكني في كل مرة استيقظ أنسى فيها كل هذا، وأُعيد بناء تشكيل يومي، أحاول الاستمرار وأحاول أن أكون مضحكة في الجلسات، لكن ذلك لا يدوم طويلًا، فبعد فترة إن قال لي أحد من الجالسين مرحبًا، لا أتذكر من هو.
وقال ستيف: آمل دائمًا أن تتحسن حياة كامري، ولن أفقد الأمل في ذلك، في الواقع، أخطط لإنجاب طفل ثانٍ عندما تتحسن حالتها يومًا.
صحيفة المواطن