لبس شاذ..

الحديث المتداول عن أن ما تعرضت له بعض الفتيات في احتفالات رأس السنة من تحرش مرده الى أن ملابسهن كانت شاذة وفاضحة، حديث سطحي لا يخرج إلا من عقول متكلسة.
ابتداء وقبل كل شيء، يجب أن نستصحب قصة الفتاة المصرية في سوق العتبة في مصر، والتي تناوب على اغتصابها أكثر من خمس شباب في الوقت الذي كانت ترتدي فيه النقاب .
ما يجب قوله، إنه وفي كل أنحاء العالم عدا بعض الدول التي ما تزال تنظر للمرأة على أنها ساقان ومؤخرة، فإن الزي الذي ترتديه المرأة لا يمثل تأثيراً كثيراً في تعامل الآخرين معها، بقدر ما يحكمهم حديثها وتصرفاتها وإيماءتها وكل ما يمكن أن يصدر من قِبلها من دلالات توحي بأنها امرأة مبتذلة ورخيصة، أو أنها امرأة توزن نفسها في ميزان الكرامة والاحترام والاعتداد بالنفس.
الفتيات اللائي خرجن كما تحدث البعض في لبس فاضح، لم يكن هذا الزي وليد المدنية المفترى عليها، فكل فتاة كانت ترتدي الحجاب قبل المدنية لم تخلعه بعدها ومن كانت ترتدي بنطالاً قبل ظلت ترتديه بعد .
المدنية لم تعلم الفتيات التدخين والشيشة والمخدرات والويسكي ، فمضابط شرطة النظام العام توثق لأرقام فلكية لكل هذه الممارسات منذ عهد دولة الكيزان التي ترفع الشعارات الإسلامية .
إن موضة الضحك على الدقون وإلصاق كل الظواهر السالبة بأنها نتاج المدنية أمر مضحك حقاً، لأن أعلى نسبة إنجاب أطفال سفاح كانت في حقبة المؤتمر الوطني، وأكثر بلاغات دونت في ممارسة الدعارة كانت في حكم الإسلامويين .
بل إن أكبر شحنة مخدرات تدخل بالحاويات في الشرق الأوسط كانت عبر ميناء بورتسودان، وأعلى معدل للتدخين وسط طلاب الجامعات من الجنسين سجلت في العشر سنوات الأخيرة .
إذن.. لا جديد يذكر، لم يستيقظ أحدهم من النوم فجأة ليجد نفسه يتعاطى المخدرات او يتسكع متحرشاً بالفتيات، كما أنه لم تخرج فتاة فجأة من منزل ذويها لتجد نفسها تحتسي زجاجة شمبانيا .او تدخن الحشيش
من زنى فقد كان يزني ومن اغتصب فقد كان يغتصب ومن دخن فقد كان يدخن ومن تعرى فقد كان متعرياً، ومن تحرش فقد كان متحرشاً..لاشيء جديد .
كل ما حدث، أن الغالبية كانوا يمارسون هذا في الخفاء، وهذا بالتأكيد يعني أن الممارسة ليست جديدة عليهم كما لا يعني أنها نتاج المدنية.
خارج السور :
غادروا مربع لبس الفتيات الشاذ وأدركوا شرق السودان الذي يمضي على خطى الانفصال .

صحيفة الصحافة

Exit mobile version