حسين خوجلي: خربشات على وجه عريضة الاثبات

1/ قال لي: لماذا يغالي ويبالغ بعض الصحفيين والاعلاميين السودانيين العاملين في الصحافة والقنوات العربية في الهجوم على نظم الحكم في بلادهم واتهامها بالفساد والاستبداد بهتافية تفتقد للمعلومة والبصيرة؟ فقلت له: إن هذه حيلة مهنية زائفة للهجوم على الانظمة الاوتوقراطية التي يعملون تحت وطأتها.

2/ حساب المكان ما بين بورتسودان والجنينة آلاف الاميال، وحساب الزمان تلك البرهة الكافية لتسلل سكين الضغينة ضد الانسان البريء والجدل المسماح.

3/ أمريكا وايران يتعاركان على أرض العراق حول النفط والنفوذ والموقع الاستراتيجي، ينالان شرف الانتصار والاتفاق، وينال الشعب العراقي المسكين وزر الهزيمة، ويصيح كبير الفرس والروم معا بعد تنفيذ جريمة قتل الطالبي واحراقه وبعثرته على دجلة (و الله لتشربونه في مائكم وتأكلونه في طعامكم)

4/ اقسى نقد ذاتي قرأته لأحد أبكار الصحابة بعد رحيل المصطفى صلى الله عليه وسلم (لقد كنا نقول اقوالا ونفعل افعالا نحسبها من الكبائر فاصبحنا نعدها الان من اللمم).
فيا تري ماهي حالنا نحن الان (أهل قريعتي راحت)

5/ ليس غريبا على أجهزة الميديا والاتصال المعاصرة أن تخترق الحجب وتوثق أي اجتماعات كبرت أو صغرت، ولذلك لم اندهش لما قدمته قناة العربية وسمته باسرار الاسلاميين، خاصة وأن كل الذي قيل حتى الآن هو المعلوم لكل الاعلاميين والمتابعين والساسة غير الحذاق، ولا أحسب أن هناك اعترافات يمكن أن تقال أصدق من اعترافات شيخ الحركة الاسلامية د. الترابي في النقد الذاتي، وليس هنالك أي دهشة أو غرابة في الذي تم غير المبالغ الضخمة التي دفعت لبائع (الترماي) وسمسار الصفقة، أما بيت القصيد في كل الذي يجري العبارة الاخاذة (أن صنعة الاعلام قادرة دائما على احالة الخسيس الى نفيس).

6/ لو بذلنا نصف ما نبذله من تكاليف وخسارات وتذاكر سفر واقامات للهلال والمريخ في المنافسات الخارجية لصالح المدارس السنية للناشئين، لحصدت السيقان السودانية السمراء البطولات العربية والافريقية مقدمة للبطولات العالمية (ولكن لعن الله علوق الشدة هذا المنهج الذي ظل يطاردنا منذ فجر الانسانية في السياسة والاقتصاد والرياضة والفنون)

7/ إنهم يتحرشون لأنهم يئسوا من بيت الحلال، وانهم ينهبون لأنهم يئسوا من مهنة الكفاية والقناعة، وأنهم يصرخون لأنهم يئسوا من سكينة الحوار المنتج، وانهم يزدحمون في الطرقات والميادين لأنهم يئسوا من طلاقة الطبيعة وجمال الحياة، انهم يغيبون عقولهم النضرة بالمخدرات والحبوب المثبطة لأنهم يئسوا من التحديق في هذا الواقع البائس، إنهم يوالون التجريد والعدمية لأنهم يئسوا من الاحزاب الكلام والظاهرة الصوتية للتكوينات والمنظمات، إنهم يتمردون على الثوابت لانهم افتقدوا القدوة من الوعاظ الذين ظنوا ان الاسلام توقف عند الائمة الاربعة وان المسلم الكامل هو الذي يهرب من الدنيا وليس الذي يبنيها، ورغم كل هذا يظل شبابنا ينتظرون الكلمة الموحية والفعل الطيب ( قل هذه سبيلي).

8/ عزيزي حميدتي وعزيزي حمدوك إن الهيبة تظل دائما انجع وأسهل وأقل كلفة من القوة فانزلوها من قمة السلطة الى سفح المجتمع حتى لا تضطروا ان تبيتوا كل ليلة في مدينة.

9/ مسكينة هذه الانتفاضة التي ما زالت تبحث عن شهر هل هي ثورة أبريل ام ديسمبر، مسكينة هذه الانتفاضة التي ما زالت شرارتها متنازع عليها ما بين الدمازين والقضارف وعطبرة، مسكينة هذه الانتفاضة التي يدعي اليسار ملكيتها بقرطاس وموقع الكتروني منازعا الشعب ملكيتها رغم غضبته وشهدائه، مثل ما يدعي الاجنبي أنه صنعها من وراء ظهر الجميع لصالح الجميع ، مسكينة هذه الانتفاضة التي لم تجد لها حتي الآن خطيبا و مفكرا و اصدارة، مسكينة هذه الانتفاضة التي لم تجد شاعرا في قامة ود المكي والفيتوري وفضل الله محمد، ولا فنانا في قامة وردي وود الامين، ولا انشودة في قامة الانطلاقة واكتوبر الاخضر والملحمة، مسكينة هذه الانتفاضة التي لم تكتشف بعد الشفرة ما بين الخبز والحرية والثوابت.

10/ كل الاحزاب السودانية تعج بالساسة والمستوزرين والسماسرة والمستخدمين لدى السفارات ولكنها للأسف خالية الوفاض من مفكر واحد او مجتهد يشار له بالبنان.

11/ العشرات من ادعياء الثورية من اهل (قحط) فتحت لهم صحيفة ألوان وإذاعة المساء وقناة امدرمان الابواب، فاطلوا منها ليل نهار، الكذبة منهم وانصاف الصادقين، ونالت الثلاثية جزاء وقفتها مع الرأي الآخر المصادرة والاغلاق والمقاطعة، ونال صاحبها السجن لأكثر من 5 مرات بادعاءات ومزاعم مختلفة، والآن تحاصر المجموعة في عهد الحريات المزيفة بالمكوس والاتاوات المتخيلة والمقاطعة في ارزاق الاعلانات والرعاية و صلف الاستدعاءات، يفعلون كل ذلك وهم يتلمظون لنطلق عبارة (الاذن بالانصراف) ، متناسين ان الله قد كسر سطوة الطغاة بالفيسبوك والواتساب والحقيقة التي تنتقل بين القلوب الصادقة بالتخاطر.

12/ عزيزي وزير المالية والاقتصاد، أن الطريق الوحيد للتنمية وارضاء الملايين بالرزق المفاض المؤدي للعزة والكبرياء الوطني هو ان تتجه صوب الشعب ليصنع قوته، وللجيش ليصنع قوّته، ولا يتأتى ذلك الا بالحب والصدق والثقة، فالحب كما قال ود شوراني (يفتح باب الغُنا الانسدّ) وكذلك باب الغنى :
غاب نجم النطح.. والحر علينا اشتدا
ضايقنا وقصر ليلو ونهار امتدا
نظرة المنو للقانون بقيت اتحدى
فتحت عندي باب الغُنا الانسدا
بقلم حسين خوجلي

Exit mobile version