كان البشير كمن يسعي الي حتفه بظلفه حين اصدر قراره في ذلك الصباح بتعيين المهندس صلاح عبد الله محمد صلاح مديرا لجهاز الامن والمخابرات لم يكن البشير قد سدد رميته وانما طاش سهمه وارتد الي صدره العاري ليريديه قتيلا وياليته كان قتيلا للهوي لوجدنا له العذر فيما فعل ولكنه يشرب من ذات الكأس التي سقي منها الأخرين من زملائه في مجلس قيادة الثورة او حين حنث بالقسم الذي أداه امام الترابي بأن يكون وفيا للحركة الاسلامية ومبادئها اذن فلقد اسلم عمر البشير طوعا واختيارا سلطانه واهله وماله لصلاح قوش والذي كان يمور قلبه حقدا وغلا علي البشير والذي اقصاه من منصبه اكثر من مرة وشمت فيه اعدائه بل اذله وسجنه وأعفاه.
لم يصدق صلاح قوش ان تسنح له الفرصة هكذا ليقتنصها ويشفي بها غليله علي البشير والاسلاميين و كان لي نصيب الاسد فيما حدث ظاهريا وباطنيا ولست ادعي ذلك ادعاء فانا من تبرعت بالمعلومة.للاخ صلاح قوش ليهرع بها الي البشير يكسب بها ثقته ويقربه اليه زلفي وانا من أتي بصلاح قوش الي شيخنا تاج السر ود ابراهيم قديس الزمان والمكان ونجم السعد عند قطب الوجود وغوث الزمان.سعادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني.
وتتصاعد وتيرة المظاهرات ولكن ليس بحجم تصاعد وتيرة الحقد والنقمة والخيانة في نفس صلاح قوش علي البشير ونظام الانقاذ ويغلق قوش كل المنافذ امام المتظاهرين للوصول الي القصر الجمهوري او التظاهر في قلب الخرطوم وما ان تهدأ المظاهرات حتي يأتي صلاح قوش بما يهيجها وعمر البشير يغط في ثبات عميق وكأنه يغني في حلمه(الحارس مالنا ودمنا.. قوشنا ياقوش الهنا) وقد توقظه اولا توقظه السيدة حرمه المصون.
ولكن اطماع صلاح قوش لاتنتهي بان يشفي غليله ويطفئ نار حقده علي البشير ولكنها تتصاعد الي أكثر من ذلك انه يريد السلطة ولأنه يريد السلطة فلابد من التخلص من رجل البشير القوي الفريق بكري حسن صالح لذلك عمل علي ان يوغر صدر البشير علي رفيق دربه حتي استطاع ان يعزله من منصبه ويأتي بالفريق عوض ابنعوف الذي كان يريده قوش مطية له الي السلطة يسرج ظهره ويحكم لجامه ولكن الرجل المحترم التزم ايمانه وسمع نصيحة ابنه الثائر وتلقي تقرير الاستخبارات العسكرىة عن نسبة الرضا داخل القوات المسلحة فوجدانها منخفضة فقرر التنحي ثم اعلنه وقدم رجل يثق فيه كما ورد في بيانه هو الفريق اول عبد الفتاح البرهان واسقط في يد صلاح قوش وارتبكت خطته وقد شهدت ذلك وانا التقيه في ذلك اليوم عصرا في مباني القيادة العامة وهو يلبس البزة العسكرية ويضع علي كتفيه علامات رتبة الفريق أول واشتبكت معه بالحديث وكان مضطربا وكنت متهيجا ولكنه كان يرد علي بلطف وهدوء.
ولولا طقطقات مسبحة شيخنا تاج السر ود الفكي ابراهيم وهمهمات ذكره وفيض سره الباتع في بيت صلاح قوش لكان الاخير الان بين جدران سجن كوبر مع ضحيته البشير وعلي عثمان وعوض الجاز ونافع والحاج عطا المنان وعبد الله البشير ومامون حميدة ينهشه البعوض ويعاني وخز الضمير ولكنه الان حر طليق في الارض الا ان حركته محدودة يأتيه من بأتيه يلتقط معه الصور ويعض اصابع الندم ويكتوي بنار الحسرة فقد ضيع نفسه وضيع معه الأخرون واسلم البلاد لقوي الحرية والتغيير وقد يشعلون نيران الفتنة الدينية في البلاد فلا تبقي ولاتذر.
بقلم عمار محمد ادم